أضيف إنجاز جديد إلى سجل الكاتب الياباني الشهير هاروكي موراكامي، بعدما حصد جائزة “شخصية العام الثقافية” في الدورة التاسعة عشرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تُعد من أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي. ومنحت الجائزة هذا التكريم لموراكامي تقديراً لمجمل مسيرته التي ألهمت قراء العالم، ولقدرته الفريدة على بناء عوالم أدبية تتخطى الحدود الجغرافية واللغوية، وتعزز قيم التفاهم والحوار بين الثقافات.
موراكامي، صاحب روايات مثل “كافكا على الشاطئ” و”الغابة النرويجية”، لم يكتفِ بأن يكون اسماً لامعاً في الأدب الياباني، بل أصبح صوتاً إنسانياً عالمياً، يكتب عن العزلة، والحب، والهوية، بلغة بسيطة وعميقة في آنٍ معاً، تصل إلى القارئ أينما كان.
ولم يكن موراكامي وحده في دائرة الضوء، فقد أعلنت الجائزة عن فوز عدد من الكُتّاب والباحثين من مختلف الدول. ففي فرع الآداب، نالت الكاتبة اللبنانية – الفرنسية هدى بركات الجائزة عن روايتها “هند أو أجمل امرأة في العالم”، التي تحكي قصة امرأة تعاني من مرض نادر، وتطرح تساؤلات مؤلمة حول الجمال، والهامش، والقبول الاجتماعي. أما جائزة “أدب الطفل والناشئة”، فذهبت إلى الكاتبة المغربية لطيفة لبصير عن عملها “طيف سبيبة”، الذي تناول موضوع التوحد بأسلوب إنساني مؤثر، من خلال قصة أخت تحكي عن شقيقها المصاب.
وفي فرع الترجمة، فاز الإيطالي ماركو دي برانكو عن نقله لكتاب “هروشيوش” من العربية إلى الإنجليزية، وهو عمل يجمع بين عمق النص العربي ودقة الترجمة الأكاديمية. كما فاز المغربي سعيد العوادي بجائزة “الفنون والدراسات النقدية” عن كتابه “الطعام والكلام”. وفي فرع “التنمية وبناء الدولة”، نال الإماراتي د. محمد بشاري الجائزة عن عمله “حق الكد والسعاية”، الذي يتناول حقوق المرأة في الإسلام من زاوية فقهية واجتماعية.
أما جائزة “الثقافة العربية في اللغات الأخرى”، فذهبت إلى الباحث البريطاني أندرو بيكوك، عن كتابه حول حضور الثقافة العربية في جنوب شرق آسيا، فيما حاز الباحث العراقي – البريطاني رشيد الخيون جائزة “تحقيق المخطوطات” عن تحقيقه لكتاب “أخبار النساء”، أحد أندر النصوص التاريخية في هذا المجال.
ويُمنح الفائز بجائزة “شخصية العام الثقافية” ميدالية ذهبية وشهادة تقدير، بالإضافة إلى مليون درهم إماراتي، في حين يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على 750,000 درهم وميدالية ذهبية وشهادة تقدير، تكريماً لما قدموه من أعمال تُثري الثقافة والمعرفة وتفتح آفاقاً جديدة أمام القرّاء والباحثين.