أعلنت وزارة الثقافة المصرية، التوصيات النهائية لمؤتمر “الترجمة عن اللغة العربية.. جسر الحضارة”، الذي أقيم ضمن البرنامج المهني لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين، بحضور عشرات الناشرين، والمترجمين المصريين والعرب والأجانب، والمثقفين، وممثلي وسائل الإعلام.
وألقت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، كما ألقيت كلمات رئيسة من قبل السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة المصرية، والشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، ونيكولاوس جاريليديس، سفير اليونان بالقاهرة، والدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وغيرهم.
وشمل المؤتمر ثلاث ورش، الأولى في موضوع حضور الكتاب العربي في مكتبات العالم ما بين الواقع والطموح، والثانية تناولت موضوع صعوبات الترجمة عن العربية وأفقها، والثالثة استعرضت موضوع ماذا يريد الناشر الأجنبي وماذا يرشح الناشر العربي؟
ورشة “الكتاب العربي في مكتبات العالم.. الواقع والطموح”
ركزت أولى ورشات المؤتمر على واقع الكتاب العربي في المكتبات العالمية، وأكد المتحدثون فيها أن مصر لوحدها فيها حوالي 50 ألف مكتبة، وهو عدد كبير، وهناك دور نشر حكومية مثل الهيئة العامة للكتاب تصدر من 500 إلى 1000 كتاب سنوياً، وأشاروا إلى تأخر الرقمنة في مجتمعاتنا العربية، رغم أنها الوسيلة الأفضل لإزالة جميع الحواجز، مؤكدين أن الكتاب الإلكتروني أسهل في التداول، ورصدوا مجموعة من التحديات التي تعوق وصول الكتاب العربي إلى المكتبات العالمية.
ورشة “صعوبات الترجمة بالعربية”
أكد المشاركون في ندوة صعوبات الترجمة بالعربية على ضرورة تبني مجموعة من المستشرقين والمستعربين ودارسي اللغة العربية لتشجيعهم على ترجمة المعارف العربية والأدب العربي إلى لغات العالم، مع تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم واختيار الكتب المراد ترجمتها بعناية، ودعم الناشر المحلي مادياً إذا تمت ترجمة كتبه، والاهتمام بوجود مراجع عربي للترجمة.
ورشة “ماذا يريد الناشر الأجنبي.. وماذا نرشح؟”
ناقش المتحدثون في الورشة الثالثة مسألة الحصول على حقوق الترجمة، وكذلك مشكلات الترجمة من اللغة العربية إلى اليونانية، نظراً لكون اليونان ضيف شرف الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومنها: اختلاف الثقافات الأمر الذي يتطلب الوعي بثقافة المنطقة العربية، وأكدوا على ضرورة فتح أسواق جديدة، ودعم الثقة بين الناشر العربي والأجنبي.
توصيات المؤتمر
اجتمعت لجنة التوصيات في ختام المؤتمر برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وانتهت إلى خمس توصيات جاءت كالتالي:
- أن يكون هذا المؤتمر سنوياً تتبناه وزارة الثقافة المصرية.
- أن تتبنى الدولة المصرية مشروعاً وطنياً للترجمة عن العربية، تقدم فيه الدعم للناشر والمترجم حتى يكون جسراً للثقافة والإبداع المصري إلى الخارج.
- وضع سياسات واضحة ومحددة لخطة الترجمة عن العربية تتوافق وتتضافر فيها جهود كل الجهات المعنية بحركة الترجمة في مصر.
- دعوة أقسام وكليات اللغة العربية في الجامعات الأجنبية، ودور النشر العالمية المهتمة بالترجمة عن اللغات الأخرى، والمترجمين الأجانب عن اللغة العربية، لحضور فعاليات المؤتمر القادم.
- أن تتبنى وزارة الثقافة مشروعاً وطنياً، لإعداد قائمة سنوية من الإصدارات المتنوعة من دور النشر الحكومية والخاصة، تعكس الواقع الحقيقي للثقافة والفكر في مصر.