ناقشت ندوة أقيمت عن بُعد تأثير فيروس “كورونا” على صناعة النشر وعملية التأليف، ومشكلات القرصنة والحفاظ على الملكية الفكرية، والفرص التي يمكن اغتنامها مع توسع رقمنة صناعة النشر، وتأثير التحول الرقمي في قطاع النشر الورقي التقليدي، وإمكانية الاكتفاء بالتسويق الرقمي للكتب.
ونظّم الندوة التي أقيمت تحت عنوان “التحديات التي تواجهها صناعة الكتاب في زمن كورونا”، نادي كلمة للقراءة، التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، بمشاركة د. فاطمة المزروعي، الأكاديمية والباحثة الإماراتية، ود. عبدالله الغذامي، الناقد الثقافي السعودي، وطالب الرفاعي، الروائي الكويتي، والكاتب والناشر الإماراتي جمال الشحي، وإيمان حيلوز، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمنصة أبجد للقراءة، فيما أدارت الحوار الكاتبة والروائية الإماراتية إيمان اليوسف.
وتحدث د. عبدالله الغذامي عن تجربته في نشر كتابه الجديد “العقل المؤمن.. العقل الملحد” قبل شهرين تقريباً، حيث تم التسويق له رقمياً بسبب إغلاق المكتبات وتوقف معارض الكتب، وعلى الرغم من ذلك، سجلت نسبة مبيعات الكتاب الإلكتروني 5% فقط، بينما سجلت مبيعات الكتاب الورقي 95%، ما يثبت أن الكتاب الورقي لايزال يحتل موقع الصدارة. كما وجه الغذامي رسالة إلى مؤسسات النشر الحكومية والجامعية للتركيز على محتوى الكتب التي يتم نشرها، وأن تكون لقيمة هذا المحتوى الأولوية كأهم معايير لنشر الكتاب.
وتوقع الكاتب طالب الرفاعي أن يكون لفيروس “كورونا” تأثير طويل المدى نسبياً، لأنه قد يلقي بظلاله على مستقبل معارض الكتاب التقليدية، ويؤثر في الإقبال الجماهيري عليها بسبب الخوف من التجمعات الكبيرة، ومع التوسع الكبير في المواقع الإلكترونية التي تبيع الكتب، تصبح المعارض كما تعودنا عليها خلال الربع قرن الماضي أمراً صعباً.
وأكدت الدكتورة فاطمة المزروعي أن الجائحة تسببت في خسارة الناشرين العرب ما بين 15 – 20 مليون دولار أمريكي حتى الآن. وأضافت أنه بنهاية عام 2020 يُتوقع أن تغلق بعض دور النشر العربية الصغيرة، إن لم تستطع التأقلم مع مستجدات الاقتصاد العالمي بشكل عام، والتغيرات في صناعة النشر بشكل خاص.
وأوضح الناشر الإماراتي جمال الشحي أن “كورونا” كشف عن نقاط الضعف التي كانت موجودة في قطاع النشر العربي، خصوصاً في السنتين الأخيرتين، حيث لم يكن القطاع مستعداً لهذا النوع من الاضطراب والتوقف، لذا تراجعت مبيعات الكتب في الوطن العربي خلال الجائحة، بينما ازدادت في الكثير من الدول الأخرى.
فيما أوضحت إيمان حيلوز أن الكتاب الإلكتروني أصبح ضرورة الآن، لأن الكتابين الإلكتروني والصوتي مكملان لقطاع النشر العربي، لاسيما في حال تعثر طباعة وتوزيع الكتاب الورقي. وشددت على أهمية توفير محتوى ذي جودة عالية للأجيال الجديدة التي تقضي معظم أوقاتها على الأجهزة الإلكترونية.