بات لجراد البحر في الولايات المتحدة ما يمكنه أن يتغنى به بعد أن أصبح ذائع الصيت عالمياً مع نشر رواية Where the Crawdads Sing أو “حيث يغني جراد البحر“. والرواية لعالمة الحيوان المتقاعدة دليا أونز، وقد حظيت باهتمام غير مسبوق بعد أن تصدرت الكتب المطبوعة والإلكترونية والمسموعة محققة مبيعات تصل إلى 4.5 مليون نسخة حتى الآن، منها مليون نسخة إلكترونية ومسموعة.
وتعد هذه المبيعات الضخمة بلا شك إنجازاً كبيراً، خاصة عندما يكون العمل لكاتب مغمور وبعنوان غير مألوف. ونُشرت الرواية لأول مرة في العام 2018. وعندما قامت الممثلة ريس ويذرسبون باختيار الرواية لتكون موضوعاً في نادي الكتب الذي تديره ووسائط الترويج الشفوي ومواقع التواصل الاجتماعي، ومنذ ذلك الوقت حققت مبيعات الرواية أرقاماً غير مسبوقة ولم تتراجع عنها بعد ذلك.
صدرت الرواية حتى الآن في 41 لغة منها اللغة العربية (قامت دار الخيال ببيروت بشراء حقوق النشر). ويبدو أن الدفع بالرواية عبر وسائط التسويق الشفهي وتصدّرها لقوائم أفضل الكتب مبيعاً قد أوجد لها دائرة نجاح كبرى: فشهرة الرواية زادت مبيعاتها… والمبيعات حققت لها المزيد من الشهرة. وقد أضاف ناشر قاموس ميريام وبستر كلمة “crawdad” إلى قائمة أبرز عشر كلمات لعام 2019، مشيراً إلى أن محاولات البحث عن الكلمة على النسخة الإلكترونية للقاموس قد ارتفعت بنسبة 1200%. والكلمة الإنجليزية ببساطة تعد مرادفاً لكلمة “جراد البحر”، والذي يمثل في الرواية مجازاً للملاذ الآمن في الطبيعة.
قضت أونز – التي تبلغ من العمر 70 عاماً – عشرين سنة بدراسة الحياة البرية في أفريقيا. وعاشت خلال هذه الفترة بين أحضان الطبيعة مع الشخص الذي اتخذته زوجاً فيما بعد، وراحت تؤلف وتشارك في تأليف كتب غير روائية تتناول الحياة البرية. ولم تكن ثمة أية بادرة تنبأ بالنجاحات التي ستحققها أونز في مراحل لاحقة من حياتها.
ويبدو أن نجاحات “حيث يغني جراد البحر” لن تتوقف. فقد اشترت شركة الإنتاج التي تمتلكها ويذر سبون “هالو صن شاين” حقوق الفيلم. وعلى الرغم من عدم تحديد موعد حتى الآن لخروج الفيلم للجمهور، إلا أنه تم الانتهاء من كتابة السيناريو الأولي. ويُحظى “هالو صن شاين” بسجل حافل فيما يتعلق بتطويع الروايات وتحويلها إلى أفلام وهو ما يضمن النجاح لرواية أونز. وقد أعلنت أونز أنها تعتزم المضي قدماً في تأليف الأعمال الروائية “خاصة تلك التي يكتنفها الغموض والتي نكتشف من خلالها تأثير ماضينا الذي شكلته حياتنا بين أحضان السافانا على سلوكياتنا الحالية في عالم لا يملك من روح الحياة البرية إلا القليل”، على حد قولها.