خسر الناشر المصري خالد لطفي طعنه على الحكم الصادر ضده بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، وبذلك يصبح العفو الرئاسي أمله الوحيد للإفلات من براثن القضبان الحديدية.
وكان لطفي قد خضع للمحاكمه بتهمة إفشاء الأسرار العسكرية أمام محكمة النقض العسكرية المصرية منذ عام 2018 لقيامه بنشر وبيع نسخة مصرية من رواية “الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل” للكاتب الإسرائيلي يوري بار-جوزيف، والذي يصور فيه أشرف مروان، صهر الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، كجاسوس للدولة اليهودية.
وكان الكتاب قد تُرجم في الأصل إلى اللغة العربية بواسطة الدار العربية للعلوم ناشرون في لبنان، قبل أن يتم توريده إلى مصر بسعر باهظ نسبيًا، وسبق وأن حولته خدمة البث الرقمي “نتفليكس” إلى فيلم ناجح بعنوان “الملاك”، وهو متاح للمشاهدة على مستوى العالم وفي مصر كذلك.
وتعليقًا على قرار المحكمة، قالت كريستين إينارسون، رئيس لجنة حرية النشر في الاتحاد الدولي للناشرين: “نستنكر سجن خالد لطفي لمجرد أنه نشر نسخة جديدة من كتاب كان متاحًا بالفعل. أعتقد أن فرصته الوحيدة في الحرية هي عفو رئاسي، ونحن من جانبنا نناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يفرج عن خالد حتى يلتئم شمله مجددًا مع أسرته”.
كان لطفي، الذي منحه الاتحاد الدولي للناشرين العام الماضي جائزة فولتير لحرية النشر، قد أسس مكتبة “تنمية” في العام 2011 وأطلق لاحقًا دارًا للنشر بذات الاسم وهي تحظى باحترام كبير في أوساط المثقفين لا سيماوأنها نشرت للعديد من المؤلفين والمترجمين المشهورين، أبرزها مجموعة قصائد للأطفال للشاعر محمود درويش بعنوان “فكر بغيرك”، والتي فازت بجائزة اتصالات لأدب الطفل.
وفي حديثه أمام الجمعية العامة للاتحاد الدولي للناشرين في فرانكفورت في عام 2019، قرأ محمود، شقيق لطفي، رسالة كتبها شقيقه قال فيها: “توقفت حياة أسرتي، وجميع الناس من حولي، وكل أحبائي منذ ما يقرب من عامين دون سبب. أتمنى أن تنتهي هذه المأساة في أقرب وقت، وأن أرى “تنمية” وفتياتي الصغيرات يكبرن معًا. أريد الخروج من هنا.”