خبراء يشيدون بدور معارض الكتاب في نشر المعرفة
تحت عنوان “معرض الكتاب في زمن الرقمنة”، ناقش عدد من الخبراء العرب أهمية معارض الكتاب في عصر التطورات التقنية المتسارعة، وتأثيرها على المثقفين وأطراف صناعة النشر، وذلك خلال مشاركتهم في أولى جلسات مؤتمر الناشرين العرب السادس الذي تنظمه جمعية الناشرين الإماراتيين واتحاد الناشرين العرب بالشراكة مع هيئة الشارقة للكتاب.
وشارك في الجلسة كل من سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وإيمان بن شيبة، نائب رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، والدكتور جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للكتاب في الجزائر، والدكتور شكري المبخوت، الكاتب والناقد والأكاديمي التونسي، وعلي عبد المنعم، الناشر واستشاري النشر من مصر، وأدارها الناشر اللبناني أنطوان سعد.
واعتبر الدكتور علي بن تميم معارض الكتاب حلقة أساسية في صناعة النشر والصناعات الإبداعية، مشيراً إلى أن المعارض ستبقى حاضنة لمختلف وسائط المعرفة والكتاب سواءً كان ورقياً أو مسموعاً او إلكترونياً، وأن الرقمنة لا تلغي معارض الكتب، لأن التطوّر الرقمي يجعل من المعارض احتفاليات واسعة بالمعرفة تشمل أنواع الكتب بمختلف الوسائط.
فيما أوضحت إيمان بن شيبة أن مبيعات الكتاب الورقي في المعارض لا تزال أكثر من الكتاب الرقمي، باستثناء فترة الجائحة التي شهدت ارتفاع مبيعات المنصات التي تقدم الكتب الرقمية، مشيرة إلى أن الكثير من القراء يفضلون الكتاب الورقي، ولفتت إلى أهمية أن تجمع دور النشر بين النشر الرقمي والتقليدي للوصول إلى مختلف القراء.
وأشار جمال يحياوي إلى أن الحديث حول الرقمنة يتطلب الإضاءة على نسبة القراءة في العالم العربي ومدى مواكبتها للوسائط المعرفية الجديدة، لأن الرقمنة تعزز التنوع في وسائل النشر، وتعزز وصول الكتاب إلى أكبر شريحة، في ظل تزايد انتشار الأجهزة الذكية في أيدي الشباب وارتباطهم المباشر، بأسلوب القراءة الذي تفرضه التكنولوجيا الحديثة.
وأكد شكري المبخوت إلى وجود خلط في فهم طبيعة الكتاب الرقمي، وأن أغلب ما ينتج اليوم من كتب رقمية تستخدم الوسيط التكنولوجي لنشر كتب ورقية لا صلة لها بمفهوم الرقمية إلا من حيث وسيلة النشر، لأن الأدب الرقمي يكون متصلاً بشبكة الإنترنت ويرتبط تلقيه بوجوده على الشبكة بما تفرضه، وأكد أهمية فهم أن الكتاب الرقمي ليس مجرد انتقال من الوسيط التقليدي إلى الوسيط الحديث، وختم جازماً بأن الكتاب الرقمي لا يستطيع منافسة الكتاب الورقي.
وأخيراً أشار علي عبدالمنعم في مشاركته إلى أن العصر الرقمي بدأ بالفعل منذ 10 سنوات وأن التأثير على صناعة النشر متزامن مع انتشار الإنترنت والأجهزة الذكية ودخول الأفراد عالم صناعة المحتوى لمنافسة الناشر التقليدي، وبالتالي أصبحت متطلبات الحياة الرقمية هي السرعة والإبداع والمواكبة، لكن معارض الكتاب ستظل تخدم صناعة النشر وتقوم بدور مهم في الحفاظ على الاتصال المباشر بيننا كبشر من مختلف الثقافات.