يبدأ الكاتب برحلته في مجال الكتابة بكل صدق لإيصال فكرة أو قصة إن تبدو من مخيلته أو من واقع تجربة أو حتى من بعض التخصصات التي درسها أو وجد فيها الخبرة والمنفعة ليشارك الناس بها.
يبدأ ذلك الكاتب بمراسلة العديد من دور النشر حتى يرى ثمار ما كتبه مطبوعاً ومتوفراً للجميع ، تصل الرسالة الأولى له محتواها نعتذر طلبك مرفوض، لا بأس، هنالك دور أخرى انتظر منها رداً.
يبدأ الكاتب بالإنتظار يوماً بعد يوم، جميع الرسائل محتواها متشابه (نعتذر طلبك مرفوض)، ولكن لماذا هو مرفوض ؟
يبدأ الكاتب بمراسلة دور النشر مرة أخرى عن سبب الرفض لتصله إحدى الرسائل والتي تقول، (لأن القراء لن يعجبهم هذا المحتوى وسننشر ما يوده القراء.
يبدأ الكاتب بمراسلة الدار مرة أخرى عن (ما الذي يريده القارئ)، ليجد رداً مشابهاً لمعظم ردود دور النشر وهو (يريد القارئ قصص الحبأو القصص الخيالية كما يريد من كاتبه أن يكون على الأقل شخصاً مشهوراً أو معروفاً في مواقع التواصل الإجتماعي حتى يثقوا به، )
يبدأ الكاتب بالتفكي، هل حقاً لا يريد القارئ كتابي الهادف الذي سيجعله يعيد العديد من قراراته ؟
يبدأ الكاتب بجمع أوراق المسودة التي قام بكتابتها، ليذهب إلى اقرب مطبعة لطباعة كتابه بنفسه دون أن يكترث بردود دور النشر، وهو يقول في نفسه ، لا تتحدثوا باسم القراء إنما تحدثوا عن أنفسكم.
نبدأ نحن اليوم باللوم والحكم على العديد من الكتّاب بسبب إننا أصبحنا لا نشاهد تلك الكتب الهادفة ، ولكن هل حقاً الكاتب هو الملام ؟