وجهت نرمين موللاوغلو، إحدى أشهر وكلاء النشر في تركيا، نداءً إلى الناشرين والوكلاء في جميع أنحاء العالم لتعزيز روح التسامح والتفاهم بين الشعوب في أعقاب انهيار الليرة التركية، محذرةً من أن الأزمة قد تنعكس سلباً على مبيعات الكتب.
وأكدت موللاوغلو التي تدير مؤسسة “كاليم” للأدب في اسطنبول أن تركيا تسعى بشتى الطرق وباستماتة تامة إلى وقف انهيار العملة الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى أزمة اقتصادية. وقال أحد التجار في “البازار الكبير” بالمدينة لصحيفة “نيويورك تايمز” إن الليرة التركية باتت “كثلج يتبخر في طقس شديد الحرارة”.
وقالت مولاوغلو في رسالتها للناشرين والوكلاء: “نعيش في خضم أزمة تؤثر على جميع القطاعات في تركيا وبالطبع لا يمكن لعالم النشر تجنب تداعياتها. بصفتنا وكلاء فرعيين، فإننا نمثل علاماتكم التجارية ونبذل قصارى جهدنا لبيع حقوق كتبكم وحمايتها والحفاظ على استحقاقات المؤلفين، ولكن في الوقت نفسه علينا الوقوف مع الناشرين الأتراك. يجب أن نحافظ على التوازن وأن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم على الخروج من الأزمة بأقل قدر ممكن من الخسائر”.
وأضافت: “للأسف هذا هو الواقع الذي تواجهه تركيا الآن، ونود منكم النظر في قبول عروض من تركيا في ضوء هذه الحقائق، وأن تتفهموا أن المدفوعات قد تتأخر أو تتأجل نتيجة لهذه الأسباب، فقد أصبح الوضع مخيفاً ومزعجاً”، مشيرةً إلى أن الأتعاب التي كان يحصل عليها الناشر بقيمة 1000 يورو في السابق قد تتراجع الآن إلى 700 يورو.
وتابعت: “سيضطر الناشرون الأتراك إلى شراء كميات أقل من الكتب، وهذا أمر مخيف أيضًا، ذلك أن الترجمة تستحوذ وحدها على 50% من سوق النشر التركي، ما يعني أن السوق ستقتصر على الكتب التركية فقط إذا لم يعد بمقدور الناشرين شراء الكتب من بقية دول العالم. عدا ذلك، ستضطر دور النشر الصغيرة ومتوسطة الحجم إلى التوقف إلى أجل غير مسمى، وهذا أمر مروع أيضاً بالنسبة للسوق التي لن يتمكن أحد من العمل فيها سوى كبار الناشرين. أرى أن الأوضاع آخذة في التدهور وهذه هي المشكلة”.
لكن مولاوغلو رغم تشاؤمها أضافت أنها تلقت بعض التعليقات الداعمة من الناشرين، وأعربت عن أملها في أن يكون الجمهور متفهماً ومرناً حيال الأزمة.