كتاب يحوي رسوماً كاريكاتورية ومحادثات بين ولد صغير وحيوان الخلد وثعلب وحصان، ظهر للمرة الأولى على منصة التواصل الاجتماعي “انستغرام”، وبدأ يخطو الآن بثبات لتحقيق أفضل المبيعات على المستوى الدولي على منصة “إيبوري”، إذ يباع هذا الكتاب الذي ألفه الرسام تشارلي ماكيسي بسبع عشرة لغة في العديد من دول العالم مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا واليونان وإسبانيا وكرواتيا وإستونيا وكوريا الجنوبية والبرازيل والصين وصربيا وسلوفاكيا واليابان.
وعندما أراد موقع “ناشر” الاستفسار عن وجود نسخة عربية من الكتاب، أكد راي شيرفنجتون، مدير الحقوق، أن “حق النشر في البلاد العربية لم يبع حتى الآن ولكن هناك العديد من المفاوضات والصفقات المحتملة لنشر الكتاب في خمس مناطق أخرى”، مضيفاً أن كلاً من أستراليا والهند قد أبديا رغبة قوية في الحصول على حقوق طبع الكتاب، ما جعلهما يرسلان طلبات مسبقة للحصول عليه.
وفي المملكة المتحدة، بيعت أكثر من 200.000 نسخة من الكتاب الذي يزعم البعض وجود تشابه بينه وبين مغامرات “ويني الدبدوب” لآلان ألكسندر ميلن، ومن ثم أعلنته كل من شركة “ووترستونز” البريطانية وشركة “بارنز آند نوبل” الأمريكية “كتاب العام”. وقد أولت منصة “إيبوري” اهتمامها بهذا الكتاب عن طريق مديرة تحريرها لورا هيغنيسون عندما أطلعها أحد أصدقائها على صفحة ماكيسي على “انستغرام”. وقالت لورا: “وقعت أسيرة في غرام كلماته وصوره؛ إنه يعبر عن القيم العالمية بطريقة جميلة. استطعت حينها أن أزعم أن بإمكان هذه المكونات صنع كتاب جميل من الممكن أن يضع الناس على هذه الطريق أيضاً… إننا فخورون بنشر مثل هذا العمل الذي يغيّر الناس حول العالم”.
نشأ ماكيسي في مزرعة تحيط بها الحيوانات التي اعتاد أن يحترم حكمتها البالغة على حد تعبيره، وكان يرى أنها نقية الجوهر، وهي الصفة التي زعم أن الإنسان يفتقدها، ضارباً المثل على ذلك بأنها لم تعث في الأرض فساداً كما بنو البشر. وعندما بلغ ماكيسي الثامنة عشرة، توفي صديقه في حادث سيارة، ومن ثم بدأ في الرسم للتعبير عن المآسي، وأخذ يرسم الصور لمطبعة جامعة أكسفورد ومجلة “سبيكتاتور”.
يبدأ الكتاب بماكيسي وقد رسم ابن صديق له وهو جالس على فرع شجرة؛ وبينما كان يسأله عما يريد أن يكون عندما يكبر، كان يفكر حينها في قيمة “العطف”؛ وبمجرد انتهائه من الصورة لم يتذكر إلا كتابة كلمة “عطوف”. وبفضل الرسومات البسيطة والتأملات الفلسفية التي يحويها الكتاب، فإنه سيكون بلا شك هدية إلى الكثيرين في موسم الأعياد مع نهاية عام 2019.