قدّم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي 100 ألف دولار لناشر كتب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمنظمات عنصرية تدعو لتفوّق العرق الأبيض، وفقاً لتحقيق صحفي مطول قدّم جزء منه إلى إحدى المحاكم الأمريكية.
وكشفت وثائق المحكمة التي حصل عليها الصحفي الاستقصائي علي ويلسون، أن الناشر جوشوا كاليب سوتر عمل مخبراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي منذ عام 2003، وذلك لتزويد المكتب بمعلومات عن الأشخاص المتعاونين مع دار النشر النازية “مارتينيت برس” Martinet Press.
وتضمنت الأعمال المثيرة للجدل التي نشرتها “مارتينيت برس” كتاباً بعنوان “قرآن الشيطان” The Devil’s Quran، الذي يعد بتخطيط مسار “لأولئك الذين يرغبون في دخول الجحيم ويطالبون بأن يصبح الشيطان سيدهم!” وفقاً للوصف الإلكتروني للكتاب.
وكان من المتوقع أيضاً أن يُقدّم ساتر معلومات عن زملائه الأعضاء في مجموعة النازيين الجدد، المعروفة باسم “أتوموافين ديفيجين” Atomwaffen Division، والتي تأسست في عام 2015، ووصلت إلى كندا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، ودول أوروبية أخرى.
وتم تصنيف هذه المجموعة أيضاً على أنها مجموعة كراهية بموجب مركز قانون الفقر الجنوبي (SPLC)، وكجماعة إرهابية من قبل عدة حكومات.
وألقي القبض على الناشر ساتر في عام 2003، ووُجّهت له تهم على خلفية ارتباطه بمجموعة النازيين الجدد “آريان نيشنز” Aryan Nations، وحيازة سلاح ناري برقم تسلسلي مطموس وكاتم صوت غير مُسجّل. إلا أن المجلس الأعلى لمجموعة “آريان نيشينز” قام بإزالة اسم ساتر من منصات المجموعة الإلكترونية بعدما اتهمه أحد أعضائها بأنه مخبر في عام 2005 .
وبعد مغادرته السجن، عاد ساتر إلى ساوث كارولينا وتزوج جيليان هوي، مديرة دار “مارتينيت برس”، فيما اشتبه المحققون بشراكته مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، على الأقل منذ عام 2005.
ويعمل ساتر أيضاً في متجر منتجات تذكارية بساوث كارولينا مملوك لوالده ديفيد ساتر، العضو الشهير أيضاً في جمعية تدعو إلى تفوّق البيض. يبيع هذا المتجر نماذج من سيوف مُصممة على هيئة أسلحة الجيش الكونفدرالي، وكتب تاريخية مؤيدة للعبودية، ومنتجات تذكارية عنصرية أخرى.
المصدر: نقلاً عن “نيويورك بوست” و”جيروزاليم بوست” بتصرّف