لطالما حظي البروفيسور محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، من بنغلاديش، منذ فترة طويلة بالتقدير لعمله الرائد في مجال التمويل الأصغر والأعمال الاجتماعية. وقد مكنت أبحاثه وتطبيقاته العملية، وخاصة من خلال إنشاء بنك جرامين، ملايين الفقراء في جميع أنحاء العالم. وتجسّد كتب يونس، بما في ذلك “مصرفي الفقراء” و”خلق عالم بلا فقر”، فلسفته القائلة بأن الاستقلال المالي وفرص ريادة الأعمال ضرورية للتنمية المستدامة.
وفي ضوء الاضطرابات السياسية الأخيرة في بنغلاديش، والتكهنات بأن يتولى يونس دوراً محورياً في الحكومة الانتقالية، فإن سمعته بالنزاهة ونهجه المبتكر في التعامل مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وتأكيده الدائم في كتبه ومقالاته، على أهمية الأعمال الاجتماعية كوسيلة لمعالجة التحديات المجتمعية، قد يؤدي إلى تولي قيادة جديدة للحكم في البلاد، تركز على إعطاء الأولوية للتمكين الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.
إن انتقادات يونس للرأسمالية التقليدية ودعواته إلى نظام اقتصادي أكثر شمولاً، كما عبّر عنها مراراً في كتبه، لها صدى عميق في دولة تكافح عدم الاستقرار السياسي والتفاوت الاقتصادي. ومع وقوف بنغلاديش على شفا تغيير سياسي كبير، فإن أفكار يونس تقدّم بديلاً واعداً يؤكد على تمكين القاعدة الشعبية والحكم الأخلاقي. وقد تبشر زعامته بفترة تحولية لبنغلاديش، بما يتماشى مع التزامه ببناء عالم يكون فيه الفقر من مخلّفات الماضي.