حصد الشاعر والروائي سيمون آرميتاج لقب “شاعر البلاط البريطاني”، ليحل بذلك محل كارول آن دوفي التي احتفظت باللقب لمدة عشر سنوات. ويأتي هذا اللقب ليضيف نجاحًا آخر لدار نشر “فابر” الحائزة على حقوق نشر أعمال آرميتاج والتي فازت مؤخرًا بجائزة أفضل ناشر مستقل من مجموعة “إنغرام كونتين” ضمن حفل جوائز مجموعة الناشرين المستقلين في المملكة المتحدة.
وأكد أرميتاج لصيحفة “الغارديان” أنه لم يتردد في قبول هذا الدور، مشيرًا إلى أن المنصب الجديد يلقي على عاتقه مسؤولية كبيرة، وأنه كان يتوق إليه منذ 30 عامًا، لا سيما وأن كتاباته الشعرية كانت دائمًا موجهة للجمهور ومكرسة للمناسبات العامة، وهو ما يتسق مع مهام هذا المنصب.
كانت التكهنات تدور حول منح هذا المنصب لأول مرة لكاتب من الأفارقة أو الآسيويين والمنتمين للأقليات الأثنية، لا سيما مع تصدر مسألة التنوع والشمولية على رأس جدول أعمال قطاع النشر البريطاني. لكن المرشحان اللذان ينتميان إلى هذه الأقليات اعتذرا عن تولي المنصب. ويقال إن الشاعرة امتياز ضاريكر التي ولدت في باكستان ونشأت في غلاسكو، رفضت اللقب، على الرغم من أن التقارير التي أفادت أنها كانت على وشك الفوز به؛ فيما أعرب الشاعر الجامايكي البريطاني الأفريقي الأصل بنيامين عن عدم رغبته في تولي هذا المنصب. أما زميلته الشاعرة الأفريقية الأصل، جاكي كاي، والتي تحمل لقب شاعرة اسكتلندا القومية، فقد اعتذرت بدورها عن تولي المنصب كونها تشغل منصبًا مماثلاً في اسكتنلدا.
يذكر أن آرميتاج فاز بالعديد من الجوائز أبرزها ميدالية جلالة الملكة للشعر في عام 2018 عن مجموعة من أعماله، وحصل في عام 2000 على لقب شاعر الألفية الرسمي للمملكة المتحدة. كما تحظى أعماله بشعبية عارمة حيث يتم تدريسها على نطاق واسع في المدارس. وحصل كذلك على وسام قائد فرسان الإمبراطورية البريطانية (CBE) في حفل تكريم الملكة في عام 2010، وهو أيضًا نائب رئيس جمعية الشعر في المملكة المتحدة ولديه شغف خاص بمختلف الأشكال الفنية ويسعى إلى نشرها على نطاق جماهري واسع.
وكان الشاعر جون درايدن أول من حصل على اللقب في أوائل القرن السابع عشر، ويجري اختيار الفائز حاليًا من قبل لجنة برلمانية قبل أن تصادق الملكة على منح اللقب بصوة نهائية. فيما تتولى دائرة الوسائط الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة إعداد القائمة المختصرة للمرشحين تحت إشراف لجنة تضم أعضاءً من مختلف قطاعات الشعر والفنون.
ومن بين الأسماء غير المعروفة التي خلفت درايدن في هذا اللقب، الشاعر روبرت سوثي الذي تم تعيينه في عام 1813، وتلى ذلك سلسلة متتالية من الأسماء التي نالت شهرة واسعة عالمياً، أبرزهم وردزورث، وتينيسون، وروبرت بريدجز، وجون ماسيفيلد، وسيسيل داي- لويس، وجون بيتجمان، وتيد هيوز، وآندرو موشن، وكان آخرهم كارول آن دوفي التي نالت اللقب في عام 1999. وما زال من غير المعروف ما إذا كان آرميتاج سيكتب شيئًا احتفاءً بمولد “آرتشي هاريسون ماونتباتن-وندسور”، الطفل الأول للأمير هاري، والعضو الجديد في العائلة المالكة.