فاز كتاب “تشريح الإرهاب” للكاتب علي صوفان، والذي يتناول صعود تنظيم داعش الإرهابي، بـ”جائزة آيري نيف” في المملكة المتحدة، البالغ قيمتها 5000 جنيه إسترليني (24500 درهم)، والتي تُمنح سنوياً لأدبيات واقعية “نجحت بتقديم رؤية مهمة، وأصيلة، وقيّمة، وعملية في فهم الإرهاب”، وفق ما تراه لجنة التحكيم. وتسلّم الكاتب صوفان، الأمريكي من أصول لبنانية، الجائزة في لندن من جوليان إنويزي، المدير التنفيذي لشركة “بول رينسورانس” (المعروفة باسم بول ري)، إحدى أبرز الشركات الرائدة في مجال تغطية الإرهاب بالمملكة المتحدة، وأُطلق هذا الاسم على الجائزة تخليداً لذكرى النائب البريطاني آيري نيف الذي توفي في عملية تفجير سيارة مفخخة أمام مجلس العموم البريطاني عام 1979، تبناها جيش التحرير الوطني الإيرلندي.
ونُشر كتاب “تشريح الإرهاب” مطلع مايو الماضي، وحصد عدداً من الجوائز والتقديرات، والتقييمات الإيجابية من أبرز الصحف العالمية، ومنها “نيويورك تايمز” و”نيو يوركر”، ويتناول الكتاب صعود تنظيم داعش الإرهابي بعد موت أسامة بن لادن والربيع العربي، مُسلّطاً الضوء على تاريخ ودوافع أبرز الشخصيات الإرهابية التي تتخذ من الدين الإسلامي قناعاً في عالمنا اليوم.
وفي هذا الشأن، قال إد بتلر، أمين “آيري نيف الائتمانية”، ورئيس قسم تحليل المخاطر في “بول ري”: “يُعتبر كتاب علي صوفان دراسة ثمينة، استفادت من الخبرة المباشرة والبحوث الدقيقة، ويتماشى مع رؤية آيري نيف الائتمانية وجهودها، منذ تأسيسها، في إبراز الدور الفاعل الذي يلعبه المؤلفون والأوساط الأكاديمية في فهم محركات الإرهاب، فضلاً عن سبل محاربة هذه التهديدات، ومكافحتها، ونجح الكاتب علي صوفان في تناول هذه المحاور الرئيسة، ولهذا يُسعدنا الإعلان عن فوز كتابه تشريح الإرهاب بالجائزة”.
من جهته، قال صوفان، خبير شؤون الإرهاب ووكيل سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي): “ترأست قضية الإرهاب، بطريقة أو بأخرى، عدداً كبيراً من النقاشات، والبحوث، والآراء، والمخاوف، والسياسات خلال الأعوام القليلة الماضية، وبعد مرور 16 عاماً على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لا نزال غير قادرين على فهم عدونا بشكل كامل، ويخاف الناس بشكل عام من القضايا التي لا يعرفوها ولا يفهموها، وهنا يأتي دورنا، كخبراء وقادة، لإنارة دربهم وتبديد الظلمات من حولهم”.
وأضاف: “ينبغي أن يسعى هدفنا لتقديم فهم عميق للإرهاب، وهذا هو هدفي الرئيس في كتاب تشريح الإرهاب؛ فهم العوامل النفسية للإرهابيين وتاريخهم، والطريقة التي ينظرون بها إلى العالم”.
ولم تُبع حقوق الملكية لإصدار الترجمة العربية للكتاب، لكن شركة “المطبوعات للتوزيع والنشر” اللبنانية نشرت كتاب صوفان السابق الذي حمل عنوان “الرايات السوداء: القصة الداخلية لأحداث 11 سبتمبر والحرب ضد القاعدة”.
وتعقيباً على حصوله على الجائزة قال صوفان: “يُسعدني أن أفوز بالجائزة الافتتاحية، وأتطلع إلى مواصلة العمل، بمساعدة “صندوق آيري نيف الائتماني”، على تثقيف مجتمعنا حول الإرهاب، والمساعدة على محاربته”.
ولد صوفان في لبنان عام 1971، وعاصر الحرب الأهلية اللبنانية، والدمار، والفوضى، وانعدام القانون الذي ساد وطنه الذي أصبح أرضاً خصبة للإرهابيين آنذاك، وأثّر ذلك فيه كثيراً ولعب دوراً فاعلاً في خياراته الشخصية والمهنية اللاحقة، إذ درس العلاقات الدولية في “جامعة فيلانوفا” بالقرب من مدينة فيلادلفيا، بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع عائلته عام 1987، وأعرب عن إعجابه الشديد بدستور الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة التي تبنّته، وبعد تخرجه أرسل سيرته الذاتية إلى مكتب التحقيقات الفدرالي، دون أن يتوقع استدعاءه لإجراء مقابلة، انضم بعدها إلى الخدمة عام 1997.
وأشرف على عمليات مكافحة الإرهاب أثناء التحقيقات في تفجيرات 11 سبتمبر، ولعب دوراً بارزاً في تحديد الإرهابي خالد شيخ محمد على أنه العقل المدبر للهجمات، واستمر صوفان في سلك مكتب التحقيقات الفدرالي حتى عام 2005، عندما أسس “مجموعة صوفان” التي توفر “خدمات استخبارات أمنية استراتيجية للحكومات والمنظمات المتعددة الجنسيات”، وافتتح عدداً من الفروع في نيويورك، ولندن، والدوحة، وسنغافورة.