دشن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، النسخة الفرنسية لأحدث أعماله، رواية “بيبي فاطمة وأبناء الملك” في متحف أورساي في وسط العاصمة الفرنسية باريس، على هامش معرض باريس للكتاب.
والرواية تحكي قصة امرأة طموحة، تتشبث بحكم ملوك هرمز الزائل، في ظل الاحتلال البرتغالي لمملكة هرمز، وتدور أحداثها بين نهايات القرن السادس عشر، وبدايات القرن السابع عشر، ويستند فيها صاحب السمو حاكم الشارقة إلى 35 مرجعاً، كعادة سموه في الكتابة التاريخية التي يحرص من خلالها على توثيق الأحداث، من خلال العودة إلى أمهات المصادر.
تدور أحداث الرواية حول حياة ملك وثلاثة أمراء هم أبناؤه، وفي القلب تأتي شخصية فاطمة، في البداية تظهر كحبيبة نور الدين، وهي “حبيبة فاطمة”، وهي بيبي فاطمة، ويمتاز السرد بالسلاسة والتدفق والقدرة على جذب القارئ، من خلال تصوير بارع للأماكن والشخصيات والأجواء التاريخية التي يدور فيها العمل، فضلاً عن رصد الصراع الاستعماري حول المنطقة، خلال هذه الفترة التاريخية الحساسة والمهمة.
وأشاد الدكتور رنيو دو نلديو دو ڤابرو، وزير الثقافة الفرنسي السابق، باختيار صاحب السمو حاكم الشارقة امرأة قوية لتكون شخصيته الرئيسية في رواية “بيبي فاطمة”، وهنأ الشارقة لاختيارها عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019، مؤكداً أن هذا الإنجاز جاء بعد إنجازات ثقافية كثيرة ومستحقة.
في روايته الجديدة، كتب صاحب السمو حاكم الشارقة عن مملكة هرمز: “يتكون السكان من شعوب مختلفة. إذا صادف يومًا وكنت في زيارة صديق، فسترى أنه يعيش في منزل يقيم فيه مسيحيون ويهود [والعديد من الديانات]، وكلهم يعيشون مستقلين دينياً عن الآخرين. على الرغم من اختلافاتهم الدينية، فإنهم جميعًا يحتفظون بعلاقات حسن جوار وهم يتحدثون ويزورون بعضهم بعضًا اجتماعيًا دون قيود”.
هذا الوصف يمكن أن يدور، أيضاً، حول الشارقة اليوم، فهي إمارة معروفة بثقافتها وتسامحها، ويعيش على أرضها مواطنون يحملون أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم.