فاز عباس كديمي، وهو مترجم ومحرر يعمل في وكالة أنباء شينخوا في الصين ويشغل منصب نائب رئيس تحرير قسم اللغة العربية في قسم الصحافة الأجنبية ببكين، بجائزة الكتاب الخاص في الصين، والتي تُعتبر أعلى تكريم لمحترفي النشر الدولي الذين قدموا إسهامات بارزة في الترويج للأدب والثقافة الصينية في الخارج. وأقيم حفل توزيع الجوائز خلال معرض بكين الدولي للكتاب الذي اختتمت فعالياته في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي، وشملت قائمة الفائزين بجوائز هذا العام، إلى جانب الإعلامي عباس كديمي، 11 مترجمًا آخر من أستراليا، وكندا، وروسيا.
ويُعتبر كديمي واحدًا من الشخصيات البارزة في تاريخ العلاقات بين الصين والعالم العربي، وقد استهل رحلته إلى بكين من بغداد عام 1998 كمحرر أخبار بوكالة أنباء شينخوا، وهي الوظيفة التي أتاحت له الاضطلاع بدور كبير في تعريف العالم العربي بالصين. قام كديمي بترجمة عدد من الكلاسيكيات الصينية من الإنجليزية إلى العربية، أبرزها رواية “الممالك الثلاث” الرومانسية، وصدرت له مؤخرًا ترجمة المجلد الأول من كتاب يتناول فترة حكم الرئيس شي جين بينغ للصين.
في العام 2006، وجه كديمي دعوة لأصدقائه في كل من الصين والعراق للمساعدة في إنعاش جمعية الصداقة الصينية العراقية التي تتخذ من بكين مقرًا لها. وفي عام 2014، حصل كديمي على جائزة الصداقة الصينية تقديرًا لجهوده في مجال التبادل الثقافي، وهي جائزة تمنحها الحكومة الصينية للخبراء الأجانب الذين يقدمون إسهامات بارزة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالصين.
وسرعان ما التأم شمل العائلة مع التحاق زوجة كديمي وطفليه به بُعيد وصوله إلى الصين قادمًا من بغداد، ليسعد في عام 2012 بتخرج ابنه وابنته من الجامعة في بكين.
وتزامن منح هذه الجائزة مع الدورة السنوية الـ26 لمعرض بكين الدولي للكتاب، والتي وصفتها الجهة المنظمة، المؤسسة الصينية الوطنية لاستيراد وتصدير الكتب، بأنها “الأفضل والأكبر منذ إطلاق المعرض”. وشهد المعرض في دورته هذا العام عرضًا تقديميًا للشراكة التي تجمع المعرض وشركة تشاينا تليكوم، والذي تضمن استعراضًا لإمكانات تقنية الجيل الخامس. وأجرى الروائي وكاتب السيناريو الحائز على جوائز ليو تشينيون مقابلة افتراضية مع وانغ يابينغ، أول رائدة فضاء صينية، حيث ظهر ليو بجانبها على المسرح أمام جمهور أثناء وجودها في مكان آخر بالمعرض.
وفي معرض تعليقه على العرض الأول لتقنية الجيل الخامس بالمعرض، قال مدير المعرض لينينغ لين: “يسرنا أن نكون أول معرض تجاري للنشر في العالم يحظى بفرصة عرض إمكانات تقنية الجيل الخامس، التي تسهم بسرعتها، إلى جانب كمية الإرسال ونوعيته في إتاحة فرص لا تضاهى للقراء والناشرين وصناعة النشر بأكملها”.
وشهدت أروقة المعرض أيضًا العديد من النقاشات مع عدد من الناشرين الأمريكيين الذين أعربوا عن مخاوفهم من تصرفات الرئيس ترامب والرسوم الجمركية التي فرضها على الكتب المستوردة من الصين إلى الولايات المتحدة، ما دفع بعض الناشرين إلى التفكير في الاتجاه نحو وجهات بديلة للطباعة، مثل ماليزيا وفيتنام، وهو ما قد يوفر الفرصة لمدينة الشارقة للنشر لأن تصبح واحدةً من هذه البدائل بما تضمه من مرافق وتجهيزات حديثة في مجال الطباعة.