في خطوة جديدة لتعزيز صناعة النشر بدولة الإمارات العربية المتحدة، أعلنت “وكالة الشارقة الأدبية” عن إبرام شراكة استراتيجية مع صندوق الشارقة لاستدامة النشر “انشر”، بهدف تمكين الناشرين الجدد، وتوسيع الآفاق أمامهم على الصعيد العالمي.
وبموجب هذه الشراكة، تتعاون “وكالة الشارقة الأدبية” بشكل وثيق مع المتخرجين من صندوق الشارقة لاستدامة النشر “انشر”، وتقوم مقام وكيلهم الأدبي الذي يعمل على تسهيل حصولهم على حقوق الترجمة والنشر، وذلك تجسيداً لالتزام “الوكالة” بتمكين العاملين في قطاع النشر، وتزويدهم بفرص النمو والازدهار فيه.
ويشكّل الصندوق، الذي تبلغ قيمته 10 ملايين درهم، ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تجاه تعزيز اقتصاد المعرفة، وترسيخ دور الكتاب في تشكيل الثقافات والحفاظ على التراث.
وقال تامر سعيد، مدير “وكالة الشارقة الأدبية”: “من خلال العمل كوكلاء أدبيين للمتخرجين من صندوق الشارقة لاستدامة النشر (انشر)، سنساعد الناشرين على تأمين حقوق الترجمة والنشر، وسنقدّم لهم الدعم الشامل في جميع عملياتهم، ابتداءً بالحصول على حقوق النشر، وانتهاءً بالنجاح في نشر أعمالهم”.
وأضاف: “أسهمت جهودنا المشتركة في تمكين اثنين من خريجي صندوق انشر ومساعدتهم في تأمين حقوق ترجمة 5 كتب، وفي مساعدة 10 خريجين لإتمام ترجمة 10 كتب جديدة، كما قدمت مجموعة من المتخرجين طلبات للحصول على دعمنا، ونحن في طور تقديم خدماتنا لهم، ونتطلّع إلى تمكين جميع المتخرجين والناشرين من توسيع نطاق وصولهم وانتشارهم على المستوى العالمي، وإحداث تأثير إيجابي يثري الحراك الأدبي”.
من جهتها، قالت إيمان بن شيبة، مديرة إدارة المبادرات الاستراتيجية والأسواق العالمية في هيئة الشارقة للكتاب: “نحرص على توفير التدريب الشامل للناشرين بهدف تعزيز فرص نجاحهم في سوق صناعة الكتاب، لكن حقوق الترجمة تتطلّب خبرة متخصصة وعلاقات عالمية في معظم الأحيان، ولهذا سيوفر هذا التعاون الاستراتيجي مع وكالة الشارقة الأدبية لخريجي صندوق الشارقة لاستدامة النشر (انشر) الدعم الإضافي الذي يحتاجونه، لا سيما المتخرجين الذين يتطلعون لتبادل حقوق الترجمة في صناعة الكتاب، ومعاً سنساعدهم على النجاح في هذا المجال، من خلال الإرشاد والتوجيه والدعم”.
ويمثل صندوق الشارقة لاستدامة النشر “انشر” استجابة استراتيجية لاحتياجات صناعة النشر، حيث أطلقته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، في عام 2024، ضمن ثلاثة مسارات أساسية، هي؛ “الإطلاق” و”النمو” و”الابتكار”، ليدعم كل منها الناشرين في مرحلة معينة من مراحل رحلاتهم الريادية في قطاع النشر.
واختار مسار “الإطلاق”، الذي بدأ في أكتوبر 2024، 26 مشاركاً من 140 مرشحاً لبرنامجه التدريبي المكثف، حيث وفر لهم المعارف والموارد الأساسية المتعلقة بإطلاق شركات ناشئة متخصصة في صناعة النشر، ويستهدف مسار “النمو” الناشرين المتمرسين الذين تتراوح خبراتهم من 5-10 أعوام، والذين أصدروا 50-150 كتاباً، ويركز على نمو الأعمال وتوسعها في السوق، ويقدّم التدريب المتخصص في مجالات تحسين العمليات، وأطر النمو المستدام، وتعزيز الحضور في السوق، ويضمن هذا النهج الشامل دعم الناشرين في جميع مراحل تطوير أعمالهم.
يشار إلى أن “وكالة الشارقة الأدبية”، التي أطلقتها “هيئة الشارقة للكتاب” في عام 2021، تهدف إلى تعزيز سوق النشر العربي الإقليمي، والترويج للمحتوى الأدبي والثقافي العربي على المستوى العالمي، وتعمل الوكالة على تسهيل التواصل بين الناشرين والكتّاب والمترجمين والمبدعين، كما تحرص على تحديد الشباب الموهوبين وتمكينهم من ترسيخ حضورهم على المستوى الإقليمي والدولي.