روجر تاغولم
تعتزم دار “بانتام برس” للنشر (Bantam Press) ، التابعة لدار “بنجوان راندوم هاوس” للنشر (Penguin Random House)، نشر رواية جديدة تتناول الأحداث التي سبقت الرواية الأصلية للكاتب الإيرلندي برام ستوكر “دراكولا”، التي تُعدّ إحدى أشهر روايات الرعب على مستوى العالم، نهاية أكتوبر المقبل، تزامناً مع أعياد الهالوين.
ويعمل الكاتب الكندي داكر ستروك، أحد أحفاد أخ الكاتب الإيرلندي برام ستوكر، على كتابة الرواية الجديدة بالتعاون مع الكاتب الأمريكي جيه دي باركر، الذي ترشحت باكورة رواياته “المنبوذ” (Forsaken) لجائزة برام ستوكر عام 2014.
وعن لعب شخصية الكاتب الراحل برام ستوكر لدورٍ رئيس في الرواية الجديدة، قالت دار “بانتام برس”: “تدور أحداث الرواية عام 1868، وتبدأ بالشاب برام ستوكر ذي الـ22 ربيعاً داخل برج الدير بعد إقفال جميع الأبواب والنوافذ لمواجهة وحش شيطاني شرير، متسلحاً بمسدس وعدد من المرايا والصلبان وبعض الماء المقدس، وبحوزته زجاجة من شراب الخوخ، يصلي بخشوع وإخلاص طالباً النجاة من تلك الليلة التي ستكون الأطول في حياته، ومع إصراره على توثيق ما شهده من أحداث، نراه يُسرع بكتابة الأحداث التي قادته إلى هذه الليلة، ومنها قصة استثنائية عن مرض أصابه في طفولته، ومربّية غامضة وغريبة الأطوار، وقصص عجيبة أخرى كان يعتقد أنها خرافات لكنها أثبتت صحتها”.
وصدرت رواية “دراكولا” الأصلية أواخر العصر الفكتوري عام 1897، واستُلهمت لتصوير عدد من الأفلام لعب فيها الممثل المجري الأمريكي بيلا لوغوسي، والممثل البريطاني بيتر كاشينج، الأدوار الرئيسة، وأدت إلى ولادة أسطورة غزت الثقافة الشعبية في جميع أنحاء العالم، وهي أسطورة مصامي الدماء الذين لا تنعكس صورتهم في المرآة، ولا يستطيعون الاقتراب من الثوم، وسبق لداكر ستوكر كتابة جزء ثانٍ من رواية “دراكولا” الأصلية بعنوان “دراكولا الميت الحي” (Dracula the Un-Dead)، نشرتها دار هاربركولينز (HarperCollins) عام 2009.
وحول الشكوك المتعلقة بمخطوطات ومسودات رواية “دراكولا” الأصلية، وما إذا كانت هناك بعض الأوراق المفقودة، قال سايمون تايلور، محرر دار “بانتام برس” للنشر: “أصبح الغموض الذي يلف عملية نشر رواية دراكولا جليّاً، ويعود ذلك إلى تتبع ما جرى خلف الكواليس، وفهمه، بالإضافة إلى ما وجده داكر ستوكر في دفاتر ملاحظات أجداده، ومفكراتهم، ومدوناتهم، إذ كان برام ستوكر مولعاً بأخد الملاحظات وتدوينها، وكأي شخصية أدبية من أواخر العصر الفيكتوري، اعتاد كتابة الملاحظات وتدوين جميع ما يخطر له من أفكار”
وأضاف: “توجد في رواية دراكولا الجديدة التي ستصدر نهاية أكتوبر المقبل ملاحظة رائعة للمؤلف على الغلاف الخلفي للرواية، وعند قراءتها، ستتضح الصورة وتصبح مفهومة”.
ويأتي نشر هذا الكتاب مع تحقيق أدب الرعب لأعلى مبيعاته خلال أربعة أعوام في المملكة المتحدة عام 2017 وفقاً لـ”نيلسن بوك سكان” (Nielsen BookScan)، أحد أبرز مزودي بيانات صناعة نشر الكتاب.
وأعادت أبرز الشخصيات العاملة في صناعة الكتب سبب ازدهار هذا النوع، للنجاح الكبير الذي حققته أفلام ومسلسلات الرعب الخيالية، ومنها المسلسل الذي أنتجته شركة نتفليكس (Netflix) الترفيهية بعنوان “أشياء غامضة” (Stranger Things)، والاهتمام المتنامي بكتب ستيفن كنج، وشيرلي جاكسون، وطمس الحدود الفاصلة بين الأنواع الأدبية كالخيال الأدبي التاريخي (historical literary fiction)، والإثارة النفسية (psychological thriller).
وتساءل البعض عن إمكانية أن يأتي شيوع هذا النوع الأدبي استجابةً لحالة عدم اليقين الراهنة والتغيرات التي تعصف بالعلاقات الدولية، فيما أرجع البعض الآخر السبب إلى توفير هذا النوع الأدبي طرقاً ومنظورات جديدة لاستكشاف قضايا المساواة بين الجنسين استجابة لحركة “أنا أيضاً” (#MeToo movement).
يشار إلى أن داكر ستوكر المقيم في مدينة مونتريال الكندية عمل مدرّساً للتربية البدنية لأكثر من 20 عاماً، ويشرف على عقارات عائلة ستوكر بصفته حفيداً مباشراً ووريثاً شرعياً للعائلة، ويسافر لإلقاء المحاضرات والعروض والنقاشات عن دراكولا، ومصاصي الدماء، وجده الكاتب برام ستوكر وإرثه الأدبي الاستثنائي.