ولدت زكية دليلا هاريس ونشأت في ولاية كونيتيكت بالولايات المتحدة وتعيش حاليًا في بروكلين بنيويورك. تعمل حالياً كاتبة بدوام كامل، وكانت قد عملت سابقًا في قطاع النشر، وهي تجربة تعتمد عليها في روايتها الأولى التي طال انتظارها، The Other Black Girl أو “الفتاة السوداء الأخرى”، والتي تجمع بين الإثارة والسخرية من خلال قصة نيلا، الموظفة السوداء الوحيدة في دار نشر خيالية، حتى تنضم فتاة أخرى تدعى هازل إلى الشركة. ترسم الرواية كيف أصبحت الاثنتان صديقتين، وتستكشف تحديات البقاء في مكان عمل عنصري بشكل منهجي. وقد تنافست على حقوق نشر الرواية 15 دار نشر في الولايات المتحدة بنظام المزاد.
فيما يلي مقتطفات من مقابلة معها نشرتها مؤخراً صحيفة “الغارديان” البريطانية.
كيف أثرت تجربتكِ الخاصة في النشر على هذه الرواية؟
عملت في النشر لمدة عامين ونصف. كنت موظفة مساعدة في قسم التحرير ثم تمت ترقيتي إلى مساعدة محرر. شعرت بأنني محظوظة، لأن جزءًا مني استمتع بالتحرير الأدبي واعتقدت أنني جيّدة فيه، لكنه أيضًا عمل مرهق لشخص مبتدئ من حيث الأجر. كنت أيضًا واحدة من عدد قليل جدًا من الأشخاص السود في الشركة – لم يكن الأمر سيئًا مثل تجربة نيلا في الكتاب، لكنني كنت المرأة السوداء الوحيدة في البداية، وفي منصب بدوام كامل لفترة من الوقت. فكرت: لماذا نشعر أننا لا نزال نعيش في عام 1955؟! أعتقد أن النشر عالم غني ولكن الخداع فيه سهل!
كيف وجدتِ موضوع التنوع كقضية إنسانية؟
كانت لدينا اجتماعات متنوعة، والتي سخرت منها في الرواية، نظراً لكونها تسير فيما يشبه الدوائر ولا شيء فيها يتغيّر حقًا. أردت أن يفكر الناس في أحكامهم المسبقة – لا يكفي أن تقول فقط أنك تريد التنوع؛ وإنما أنت بحاجة إلى التفكير في كيفية تحقيقه بالفعل. مصدر الكثير من التوتر لدى نيلا وهازل هو أنه باعتبارهما الموظفتين الوحيدتين من أصل أفريقي في الشركة، يتم دائمًا مقارنتهما ببعضهما البعض. هذا شيء خفي يفعله البيض. قبل هازل، كانت نيلا مثقلة بمسؤولية تمثيل جميع السود. تمت مقارنتها بما يعتقده كل شخص أبيض في الشركة أو “التجربة السوداء النموذجية” إذا جاز لنا القول. عندما لم تعد الوحيدة، تمت مقارنتها مع هازل!
ما هي الكتب والكُتّاب الذين ألهموكِ؟
بالتأكيد رواية “باسنج” Passing للكاتبة الأمريكية نيلا لارسن، ومنها استوحيت اسم نيلا. بالنسبة لي، هذه الرواية أشبه بفيلم مثير للغاية. أنا أعيد قراءتها الآن وأدرك مدى تأثيرها. وكذلك رواية “كيندرد” Kindred للكاتب اوكتافيا إي بتلر، التي تدور أحداثها في زمن العبودية، وتجبر القارئ على التفكير في التحرر والألم. وأعجبتني “سولا” للكاتبة الحائزة على نوبل للآداب، توني موريسون، والتي تدور حول الصداقة بين الفتيات. وأخيراً، رواية “أمريكانا” Americanah للكاتبة النيجرية شيماماندا نغوزي أديشي، وهي جيّدة جيّداً، ولكن لا يمكن أن أنصف مقدار ما أحبه.
ما هي الكتب الموجودة على منضدة سريركِ؟
أقرأ حالياً كتاب Cultish: The Language of Fanaticism أو “العبادة: لغة التعصب” من تأليف أماندا مونتيل، كما بدأت أيضًا في قراءة رواية All Her Little Secrets أو “كل أسرارها الصغيرة” للكاتبة واندا إم موريس، وهي قصة مثيرة تبدأ عندما تجد البطلة رئيسها ميتًا في المكتب.
هل أردتِ يوماً أن تصبحين كاتبة؟
احتفظ بمذكراتي منذ أن كنت في السادسة من عمري. كنت أكتب عن المدرسة وعن أختي. لطالما أحببت القصص عندما كنت طفلة. والدي كاتباً وأستاذ صحافة أيضًا، لذلك كنت دائمًا أشعر بالتشجيع للسير في ذات الطريق.
تم شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي من قبل شبكة “هولو”.. كيف تشعرين إزاء ذلك؟
لم أكن أتوقع ذلك وخصوصاً عندما بدأت في كتابة الرواية. أنا مندهشة ومتحمسة. لم أكتب من قبل للتلفزيون، ولكني مستعدة للعمل معهم لتعديل السيناريو، وأريد تعلّم المزيد.