أكد الروائي الإيطالي كارلو لوكاريلّي خلال مشاركته في جلسة افتراضية أدارتها ليلى محمد، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن رواياته الإحدى عشرة تُصوّر الجانب المظلم من بلاده، وأن مصادر إلهامه في تقديم الحقائق والوقائع التاريخية بأسلوب الرواية البوليسية تتنوع وفقاً للجهات التي يكتب من أجلها، سواءً كانت الأفلام السينمائية، أو الإذاعة، أو المسرح، أو التلفزيون.
وأشار لوكاريلّي، الذي نشر أول أعماله في عام 1990 بثلاثية “دي لوقا”، أن مسلسله التلفزيوني الذي يتناول جرائم لم يُقبض على مرتكبيها، مبني على شهادات حقيقية ويتتبع الحقائق الواقعية، فيما تعطيه سرديات رواية الجريمة القدرة لإطلاق العنان لمخيلته الإبداعية، وقال: “أنا أفضّل الرواية لأنها ليست مقيدة بحدود الواقع، ولأنها تمنحني الحرية اللازمة لإشباع فضولي”.
وتحدث عن تجربته الأولى في الكتابة عندما كان عمره 13 عاماً في بيت جده، بقوله: “في عصر أحد الأيام، كان لدي الكثير من وقت الفراغ، وكان رأسي مليئاً بالأفكار، فتصفحت بعض الكتب من مكتبة جدي، وقلّبت قنوات التلفزيون بحثاً عن مشاهدة شيءٍ قريب من الأفكار التي تدور في رأسي، لكنني لم أجد شيئاً، وقررت أن أعبر عن نفسي بكتابة ما يجول في ذهني، من هنا بدأت القصص الصغيرة التي كنت أكتبها بترسيخ الأسس التي قامت عليها مسيرتي المهنية في مجال كتابة روايات الجريمة”.
وأوضح كارلو أنه تعرف على قصص الجريمة من خلال والدته التي كانت تقرأ كتباً من كافة الأنواع الأدبية، وتشجعه على قراءتها، وقال: “كنت أستمتع بالكتب المليئة بالألغاز والغموض والأسرار، الكتب التي تشعرني بالخوف، ولا تكشف عن تفاصيل القصة منذ البداية، فالإثارة التي ترافق قراءة الكتب التي تجعلك تتلفت من حولك، وتسمع أصواتاً في مخيلتك، وتثير فضولك لمعرفة ما الذي سيحدث، هي التي شدت انتباهي وألهمتني”.
وأضاف: “إن ما يجعل رواياتي مختلفة هو أنها تتناول في خلفيتها عناصراً من التاريخ المغيّب للماضي الاستعماري لوطني، فالمواطن الإيطالي لا يحب مواجهة الماضي، لكنني اخترت أن أتناول أحداثاً غيرت المجتمع، وقدمت وجهات نظر جديدة للتفكير فيما حدث، وفي الأخطاء التي تم ارتكابها، وبكيفية المضي قدماً خلال عملية معالجة أنفسنا، حيث تشمل هذه الأحداث التاريخية عناصر إراقة الدماء، والعنف، والتشويق، والعصابات، والمجرمين القتلة، لشد انتباه القارئ حتى النهاية”.
ولفت لوكاريلّي أن معدلات الجريمة انخفضت بشكل ملحوظ خلال فترة الحجر الصحي في إيطاليا، وأن العيش ضمن حدود جدران المنازل لفترة طويلة غير حياة الناس، وفي نهاية المطاف، سينعكس في الكتابة.