شهد مجلس الحوار الذي ينظمه معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في دورته 28، ندوة حوارية جمعت الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب ” 2017 – 2018 ” تناولت البنية الإبداعية والجمالية التي تتمتع فيها كتاباتهم، وتحدث عدد من الفائزين عن أهداف الجائزة، وتقديرها للدور الذي يقوم به الأدباء، والباحثون في مجالات الفكر، واللغة والأدب والعلوم الاجتماعية، ومساهماتهم الفاعلة في اثراء الثقافات وتعزيز الحوار، ومد جسور التقارب بين الأمم ومستقبلها القائم على المحبه والسلام والاكتشاف والمعرفة.
واستهلّ الروائي السوري خليل صويلح الجلسة بالحديث عن روايته “اختيار الندم”، الصادرة عن دار هاشيت أنطون / نوفل – بيروت، التي لامس فيها حالة الحرب السورية من الداخل، حيث تجوّل الراوي في أرجاء دمشق محملاً بالتاريخ ومجسدٍ بواعث الأزمات النفسية وتشظي المكان والمجتمع، مستلهماً الصور الأدبية التي دعّم بها روايته من الواقع الذي خلّفته الحرب على البلاد.
بدورها استعرضت الكاتبة الإماراتية حصة خليفة المهيري، الفائزة بالجائزة ضمن فئة “أدب الطفل، عن كتابها “الدينوراف”، الصادر عن دار الهدهد للنشر والتوزيع في دبي، ما تضمنه كتابها الذي تدور قصته حول ” ديناصور” يبحث عن شبيه له بين الحيوانات، ومن خلال هذا البحث تظهر له الفروقات المتعددة بين بني جنسه، لكن هذا الاختلاف لا يقوده للصراع أو النفور بقدر ما يؤكد امكانية العيش المشترك وقدرة المجتمع على استيعاب التنوع والتعدد في الهويات.
أما الروائي المصري أحمد القرملاوي، الفائز بالجائزة في فئة المؤلف الشاب، عن روايته “أمطار صيفية”، الصادرة عن منشورات مكتبة الدار العربية للكتاب في القاهرة، فسلّط الضوء في حديثه على مضمون روايته التي تصوّر العلاقة بين تسامي الروح، ومتطلبات الحياة من خلال الموسيقى، ونوازع الجسد، وصولاً إلى المقامات الموسيقة، والصوفية تحديداً وتحركها في فضاء النص الروائي، وتأثيراتها على النفس البشرية.
وبدوره استعرض الباحث المغربي محمد المختار مشبال، الفائز بالجائزة ضمن فئة الفنون والدراسات النقدية، امضامين كتابه “في بلاغة الحجاج”، الصادر عن دار كنوز المعرفة، والذي يتناول فيه صلة الحجاج بالبلاغة والخطاب، معتمداً على الاستراتيجيات الاساسية في البلاغة القديمة، وتطوراتها الحديثة في البلاغة المعاصرة، معتمداً بذلك على منهجية قائمة على العرض والتحليل والمقارنة.
أما البرفسور الألماني داغ نيكولاس هاس، الفائز بجائزة الشيخ زايد للثقافة العربية، ضمن فئة اللغات الأخرى، عن كتابه “الشيوع والإنكار، العلوم والفلسفة العربية في عصر النهضة الأوربية”، الصادر باللغة الانكليزية عن دار ومنشورات هارفرد بريس، حيث يعد كتابه منجزاً اكاديماً يسهم في سدّ فجوة واسعة في مضمار المعرفة الغربية بما يخص مجالات الفلسفة العربية، والتي لهما دور البارز في حركة النهضة الغربية.
وكانت جائزة الشيخ زايد للتقنيات الثقافية والنشر، قد ذهبت إلى دار التنوير (بيروت-تونس –القاهرة)، كونها تعدّ من المؤسسات التنويرية التي اسهمت في نشر الثقافة العربية، وايصالها إلى المتلقي، وحفّزت على التأليف والترجمة ونشر، فشكلت اعمالها تياراً ثقافياً من الوعي والمعرفة، الملتزم بمعاير النشر وأهدافه وخصائصه المعرفيه والجمالية والإنسانية.