شهدت بطولات التنس في ويمبلدون هذا العام فوز التونسية أنس جابر بقلوب الكثيرين من محبي هذه اللعبة، بفضل تصميمها وإصرارها على الفوز في الملعب وإطلالتها الجميلة بين نجوم كرة المضرب. وكانت جابر قد أصبحت أول امرأة عربية تصل إلى ربع نهائي البطولة بعد فوزها على البلجيكية إليز ميرتنز في عام 2021. وقد تحدثت الشابة التونسية بقوة عن رغبتها في رؤية المزيد من النساء من إفريقيا ضمن بطولات التنس العالمية.
ولكن هل سنرى قريباً صفقة لنشر كتاب يحمل سيرة أنس جابر؟.. هذا ما نتمناه، كي يجد مكانه بين رفوف مكتبة “كينيث ريتشي ويمبلدون”، الواقعة في متحف “ويمبلدون لاون” للتنس، التي تعد المكان الوحيد في العالم الذي يضم جميع الكتب والمجلات التي تتمحور حول التنس، في احتفاء بإنجازات اللاعبين واللاعبات الذين تركوا بصماتهم في كبريات البطولة و”تسيّدوا” هذه الرياضة لسنوات عديدة وطويلة.
تحتوي المكتبة على نسخة من كتاب Tie Break and The Net للنجم الروماني إيلي ناستاسي، الذي نُشر عامي 1985 و1987، وكتاب The Total Zone للاعبة التشيكية مارتينا نافراتيلوفا، الذي نُشر عام 1994، ورواية Death Serves an Ace لهيلين ويلز وروبرت مورفي، التي نشرتها دار Scribners في عام 1939، وThe Tennis Murders: A Dion Quince Mystery بقلم تيموثي واليش، التي نشرتها Popular Library New York في عام 1976.
هناك أيضاً نسخة قديمة من مذكرات البطل الأمريكي آرثر آش، الذي توفي عام 1993، وهو الرجل الأسود الوحيد الذي فاز بلقب الفردي في ويمبلدون، وبطولة أمريكا المفتوحة، وبطولة أستراليا المفتوحة. نجد عنواناً فرعياً مثيراً أسفل غلاف مذكراتهAdvantage Ashe ، التي نشرتها شركة Coward-McCann Inc في نيويورك عام 1967، حيث يقول العنوان: “قصة الزنجي الشاب الذي اقتحم العالم الحصري للتنس ليصبح أحد الهواة في الولايات المتحدة”.
تأسست مكتبة كينيث ريتشي ويمبلدون عام 1977 من قبل آلان ليتل، أمين المكتبة الفخري والمسؤول عن إعداد إحصاءات ويمبلدون السنوية، وسميت المكتبة باسم اللورد ريتشي من مدينة دندي، الذي كان لسنوات عديدة عضواً في لجنة إدارة البطولات.
تبدو هذه المكتبة مكاناً خاصاً، يتمتع فيها لاعبو الأمس الذين تحفظ ملاعب ويمبلدون ملامحهم جيّداً، بحضور كبير وبنوعٍ من التقدير والاحترام، وهي مكان يتردد عليه الباحثون، والصحفيون، والمؤرخون، والكُتّاب. ومن يدري – ربما يزيّن كتاب أنس جابر عن النساء العربيات في التنس رفوفه ذات يوم.