صدر مؤخراً عن دار نشر “بيركهاوسر”، كتاب جديد يصور النمو الاستثنائي لإمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة – ويذكر ببعض المباني والمعالم السياحية التي فُقدت خلال عمليات التطوير والنهضة المتسارعة.
الكتاب الذي يحمل عنوان “بناء الشارقة” هو ثمرة مشروع بحثي امتد على مدار خمسة أعوام بغية جمع عناصر وإعادة رسم مشهد الشارقة المعاصر؛ بما يشمل أجزاءه التي تم تصورها في يوم ما أو التي لم تعد قائمة الآن، وشارك في تأليفه الكاتب والباحث سلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، والمهندس المعماري والكاتب تود ريس.
يتضمن الكتاب 600 صورة من عشرات المصادر، معظمها نشر للمرة الأولى، إلى جانب ما يزيد على 60 مشروعاً مميزاً ومساهمات جديدة قدمها 17 كاتباً، والتي تصوّر لنا كيف رسمت طموحات التطور ملامح مدينة عالمية.
وقال القاسمي: “سعينا إلى إبراز حقبة كانت تبدو ذات يوم دائمة ولكنها الآن عابرة. القصة التي يعرفها الكثيرون عن الشارقة، مثل غيرها من المدن الغنية بالنفط، هي أن مجرد خمسين عاماً تفصل بين المنازل المبنية من الطوب وناطحات السحاب الزجاجية الحالية. ما الذي كان موجوداً في المنتصف؟ ما هي الأبنية التي عاش فيها سكان هذه الأرض بعد أن هجروا أكواخ العريش أو سعف النخيل والمنازل المبنية من اللبن وقبل ظهور أبراج القرن الحادي والعشرين المصنوعة من الزجاج والألمنيوم؟ من خلال هذا الكتاب، نحاول تشكيل مشهد طبيعي للمدينة بالإضافة إلى سياق للنظر في هذه الأسئلة والمزيد”.
تعرّف ريس على القاسمي عندما كان يعمل على سلسلة كتب حول مدن الخليج. ويتذكر قائلاً: “منذ حوالي خمس سنوات، بدأ سلطان في جمع الأدلة حول المشهد المتغيّر في الشارقة، والذي يشمل الهدم المستمر للعديد من المباني المهمة لتحديث المدينة. لقد اتصل بي منذ حوالي أربع سنوات ليقترح العمل في كتاب مشترك. كان الموضوع سهلاً بالنسبة لي. لقد تدربت كمهندس معماري وعملت في الخليج منذ حوالي عام 2005. في ذلك الوقت، كنت قد انتهيت للتو من إعداد مخطوطة كتاب عن التاريخ الحضري لدبي، لذلك شعرت وكأنها طريقة لطيفة للاستمرار في تعلّم واستخدم التاريخ الذي بنيته”.
تم بيع العنوان من قبل وكالة المبيعات البريطانية “ابن سينا”Avicenna ، وهي الشركة التي تمثل العديد من الناشرين الأكاديميين في المنطقة والتي أسسها الاسكتلندي بيل كينيدي، الذي يمتلك معرفة عميقة بالعالم العربي.
واحدة من أجمل الصور في الكتاب المنشورة على صفحتين، سباق نوادل الشارقة، تم تصويره في ثمانينيات القرن الماضي، حيث كان كل متسابق يوازن بين صواني المشروبات ويستمتع بوقته بوضوح، فيما يعبّر عن الشعار الشهير “ابتسم أنت في الشارقة”. وهناك أيضاً صور لمحطة الشارقة الجوية، التي كانت تقع في السابق في الصحراء وتحيط بها الآن المدينة (شارع الملك عبد العزيز حالياً).
اجتذبت الإمكانات الهائلة في الشارقة نخبة من الخبراء العالميين لإنشاء مدينة جديدة كلياً. وفيما تتلاشى مشاريعهم من أفق المدينة رويداً، يسعى هذا الكتاب إلى تخليد ذكراهم عبر صور فوتوغرافية ووثائق تُنشر للمرة الأولى، كما يوثق كيف اتخذ المواطنون والوافدون الجدد من بيئة المدينة الخرسانية موطناً لهم. وعدا عن إطاره المحلي، يستكشف هذا الكتاب الآفاق الواعدة للممارسات العمرانية العالمية.