تشهد المذكرات الأولى لإحدى الناجيات من الأويغور من معسكرات “إعادة التأهيل” في الصين، اهتماماً كبيراً من قبل الناشرين الدوليين. حيث تروي غلبهار هايتيواجي في كتابها “Survivor of the Chinese Gulag” أو “الناجية من معسكر صيني” كيف نجت من أحد معسكرات الاحتجاز الصينية، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من السجن والمضايقات لمجرد أنها من الأويغور.
تتناول هايتيواجي (54 عاماً) سلسلة التجارب المؤلمة التي مرت بها، بما في ذلك السجن، وإعادة التأهيل، وإجبارها على تناول حبوب منع الحمل، والاستجواب، والتلقين العقائدي الذي استمر 11 ساعة في اليوم، والعقاب من الحراس الذين لا يرحمون أي خطأ يرتكب.
يقدم الكتاب الذي نشر بالفرنسية أولاً وشارك في تأليفه الصحفي في “لو فيغارو” سرداً شخصياً قوياً، وصورة أكبر حول ما يحدث لأغلبية الأويغور المسلمة بمقاطعة شينجيانغ الحدودية في الصين. وقد اشترت “سيفن ستوريز” Seven Stories حقوق النشر في الولايات المتحدة و”كانبري برس” Canbury Press في المملكة المتحدة. وتخطط “كانبري” لنشر الكتاب خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين أوائل فبراير 2022.
تم بيع حقوق الترجمة حتى الآن بـ 12 لغة هي: الإنجليزية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، والبرتغالية، واليابانية، والتركية، والبولندية، والمجرية، والإستونية، والدانماركية، والتشيكية. ومازالت الحقوق العربية متاحة للشراء من قبل أي دار نشر مهتمة في العالم العربي.
ووصفت هايتيواجي المعسكرات الصينية التي يقبع فيها الأويغور بالـ”الجولاج”، نسبة إلى معسكرات العمل القسري في الاتحاد السوفياتي، التي احتجزت المعارضين السياسيين في عهد جوزيف ستالين، من عام 1930 إلى 1955.
وتحكي هايتيواجي كيف عاشت ثلاث سنوات في معسكر بمنطقة بيجيانتان قرب مدينة كاراماي الغنية بالنفط، وعن الأيام الطويلة في الفصول الدراسية الخالية من النوافذ، وكيف كانت تقيّد بالسلاسل إلى سريرها لمدة 20 يوماً.
تصنّف الولايات المتحدة رسمياً معاملة الصين للأويغور على أنها “إبادة جماعية”، وتقود إلى جانب المملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، حملة دبلوماسية لمقاطعة دورة الألعاب الشتوية المقبلة في الصين احتجاجاً على انتهاكات حقوق الإنسان.