أثار حريق دمّر أكثر من 11 ألف كتاب جمعها رجل هندي فقير يُدعى سيد إسحاق من أرباحه الضئيلة، في راجيف ناغار بمدينة دلهي الهندية، إدانة واسعة النطاق وجهوداً من قبل المجتمع المدني لمساعدته في إعادة بناء حلمه بنشر المعرفة.
وجمع إسحاق، العامل باليومية، مجموعة متنوعة من الكتب بلغات مختلفة، شملت كتب المعرفة العامة والدينية مثل “باغافاد غيتا” Bhagavad Gita، والإنجيل، والقرآن باللغة الكنادية في الهند، وذلك لإتاحتها إلى سكان المنطقة لقراءتها في مبنى المكتبة الواقع على أرض حكومية.
ورغم أن إسحاق، البالغ من العمر 63 عاماً، غير متعلّم، إلا أنه يحترم الكتب كثيراً، حيث استخدم أرباحه الضئيلة ليشترك في 22 صحيفة يومية لكي يقرأها السكان في مكتبته، وكان شغوفاً للغاية بنشر المعرفة لدرجة أنه كان يقوم بنفسه بتنظيف المكتبة يومياً والاحتفاظ بسجل للزوار.
ويشتبه إسحاق في قيام المعارضين لنشر الكتب باللغة الكنادية، بحرق المكتبة، قائلاً: “إنه عمل من فعل أيادي المعادين للغة الكنادية. لقد تآمروا على تدمير مجموعة الكتب”.
وقال نائب مفوض شرطة القانون والنظام، براكاش غودا، إنهم سجلوا تقريراً بناءً على شكوى إسحاق، وكشفت التحقيقات الأولية أن أنشطته لم تكن محبوبة من قبل قلة من الناس، وكانت هناك جهود في وقت سابق لتدمير المكتبة.
من ناحيته، أكد مظفر الأسدي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة “ميسور”، إن تدمير مكتبة أنشأها رجل فقير في الأحياء الفقيرة وحوّلها إلى مكان للحوار بين الأديان ونشر المعرفة أمر مدان. وقال: “وجهت نداءً لجمع الكتب وإرسالها إلى إسحاق بدلاً من المال لأنه يتعيّن علينا إرسال إشارة إلى الجناة مفادها أنه لا يمكن تدمير المعرفة”، مضيفاً أن دعوته أثارت استجابة من مناطق مختلفة في البلاد بالفعل، ومنها غورغاون، وتاميل نادو، وماهاراشترا.
المصدر: “ذا هندو“