انتقد الروائي الكيني بيتر كيماني، الذي تصدرت روايته “رقصة الجاكاراندا” قائمة نيويورك تايمز لأفضل الكتب مبيعًا، الناشرين الأفارقة لعدم إظهارهم أي اهتمام بأعماله في مقابل الدعم الذي يحظى به من ناشرين عالميين. وفي حلقة نقاش أدارتها الكاتبة والصحفية ميمونة جالو حول الجيل القادم من الناشرين والكتاب والفنانين في أفريقيا خلال اجتماع الاتحاد الدولي للناشرين في العاصمة الكينية نيروبي، قال كيماني: “لطالما كانت أعمالي تحظى بالثناء والإشادة في جميع أنحاء العالم لكني لم أحظى بأي من ذلك في بلدي. أتساءل كيف يمكن أن تأتي المبادرة من الناشر الأمريكي وليس الكيني؟”.
وأضاف: “إنه لأمر محبط للغاية أن يقتصر الاهتمام بنشر الأدب الأفريقي على الناشرين الأمريكيين والبريطانيين. وها نحن نلمس أيضًا إقبالًا من جانب الناشرين العرب في ظل تزايد اهتمام بعض الدول بالأعمال الأفريقية. ولا بد أن أذكر هنا ما قاله البروفسور ثيونج من أنه يجب علينا الاستثمار في قطاع النشر بأفريقيا وتقديم الدعم اللازم للخروج بنتائج أفضل. ستقوم دار النشر الأمريكية التي تتولى نشر أعمالي بنشر الطبعة الرابعة من روايتي وسترسل نسخًا كثيرة منها إلى كينيا”.
وفي حديثه لمجلة “بابليشينج بيرسبيكتيفز” في وقت سابق من هذا الشهر، أكد كيماني أن الناشرين الأفارقة يفتقرون إلى الرؤية الواضحة، لكن ثابيسو ماهلاب، ناشر كتب بلاكبيرد في جنوب أفريقيا، تصدى للدفاع عن الناشرين الأفارقة، قائلًا: “من الصعب جدًا ممارسة النشر في هذه القارة، ومع ذلك فنحن نبذل قصارى جهدنا لنشر المزيد من الأعمال، وأعتقد أنه يتعيّن علينا أن ننظر إلى الأمور بشكل كلي قبل القول بأن الناشرين يفتقرون إلى الرؤية الواضحة”.
وتحدث ماهلاب عن مدى أهمية وجود أشخاص أفارقة في المناصب البارزة في قطاع النشر، قائلًا: “يُقال إن الأفارقة لا يقرؤون، لكن الكتاب الثاني الذي نشرته بعنوان “والدي الوحش” عن قصة واقعية حدثت في جنوب أفريقيا، حقق أداءً جيدًا وقلب موازين النشر في البلاد رأسًا على عقب”.
وفي حلقة النقاش التي تناولت موضوع الرقابة الذاتية، أثار الدكتور توم اودهيامبو، أستاذ الأدب بجامعة نيروبي، ملاحظات مثيرة للاهتمام، قائلًا: “نحتاج أن نسأل من أين تبدأ الرقابة؟ عندما نشرنا كتاب قصص عن المثليين من الرجال والنساء الكينيين، كنا نتخوف من ردة فعل المواطنين أكثر من الحكومة. لديّ طلاب في الجامعة يسألونني عن سبب نشر مثل هذه الكتب، ويطالبون في المقابل بتنقية الأعمال الأدبية”.
من جانبه قال دون ماكينا، الرئيس التنفيذي لشركة ستوريموجو أفريقيا وأحد المشاركين في حلقة النقاش، إنه ينبغي للناشرين أن يكونوا براغماتيين وأن يشكلوا تحالفات لمكافحة التدخل الحكومي. وجاءت الملاحظة الأبرز من جانب سهام بن سدرين، رئيس هيئة الحقيقة والكرامة في تونس، التي قالت: “إن كل كتاب يخضع للرقابة هو جزء من ذاكرتنا المفقودة”.