أكد تقرير حديث حول صناعة النشر في ليتوانيا، الواقعة أقصى جنوب دول بحر البلطيق الثلاث )إستونيا، لاتفيا، وليتوانيا( أن التحدي الأكبر الذي يواجه القراءة يتمثل في أنماط الحياة المتغيرة واستخدام الهواتف المتحركة، وهي النتيجة التي خلصت إليها الكثير من التقارير المماثلة في العالم.
وأشار التقرير إلى أن ضيق الوقت، وعدم الاهتمام، من أبرز العوائق التي تواجه قراءة الكتب في ليتوانيا، فيما أكد بحث أجرته “يوروباراميتر” في العام 2013 أن التغيير في نمط الحياة المعاصرة أدى إلى المزيد من التأثير على الجمهور، بما في ذلك تسريع وتيرة الحياة وتغيير نمطها، وطبيعة الأنشطة الترفيهية، والإقبال على استخدام وسائل الإعلام الأخرى.
ولفت التقرير إلى أن وتيرة الحياة العصرية أثرت على تطور الترفيه، وإنتشار وسائل الإعلام التي تتطلب مجهوداً أقل من قراءة الكتب، حيث تم استبدال القراءة بمعلومات سمعية بصرية، تبدو أكثر سرعة وراحة في الاستخدام بالنسبة للأشخاص غير المعتادين على القراءة أو الذين يعتقدون أنهم ليسوا بحاجة إليها.
وقال المراقبون بأنه من المثير للاهتمام رصد سلوك الأشخاص في أوقات الفراغ، حيث سرعان ما يبدأون بتصفح المواقع على هواتفهم المتحركة، ولكن هل يمكنهم استخدام محتويات مدفوعة الثمن من إصدارات دور النشر، أم أنهم يقومون بمتابعة آخر المستجدات المتعلقة بـ”حياتهم الخاصة” على وسائل التواصل الاجتماعي بهم في كل من فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وغيرها؟!
يبدو أن إنتاج الكتب الصوتية سيظل هو القطاع الوحيد المزدهر في صناعة النشر، حيث بات القائمون على صناعة النشر العالمية مدركين تماماً بأن الأجهزة الذكية والمحمولة التي بين أيدينا تشكل تحدياً متصاعداً لصناعة الكتاب في ليتوانيا وغيرها من الدول حول العالم.