أصدر الكاتب الإماراتي الدكتور محمد حمدان بن جرش السويدي رواية جديدة للفتيان بعنوان “أين قفز الحصان؟ – لغز الحصان المفقود”، عن دار ميتافيرس للنشر والتوزيع، والتي تمزج بين التشويق والرمزية، انطلاقاً من عالم الشطرنج الذي يتحوّل في النص من لعبة ذهنية إلى مرآة للحياة وصراعاتها الداخلية، حيث يواجه الفتى “مبدع” رحلة مليئة بالتحديات والأسئلة، يبدأها باختفاء قطعة الحصان الأبيض من رقعة اللعب، ليتحوّل البحث عنها إلى مغامرة في اكتشاف ذاته قبل أن تكون مجرد محاولة لحل اللغز.
ويمثل صدور هذه الرواية خطوة جديدة نحو تقديم نصوص معاصرة تخاطب الناشئة بلغة قريبة من وجدانهم، وتفتح أمامهم فضاءات للتأمل والخيال، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى أدب يوازن بين التشويق الفني والرسالة التربوية والفكرية. ومن خلال هذا المسار السردي، تقدّم الرواية صورة لليافع الذي يشبه أقرانه، بفتوته وهواجسه واختلافه وشغفه بالصمت والتأمل، ليكتشف أن الشجاعة لا تكمن في الانتصار على الخصم فحسب، بل في القدرة على مواجهة الخوف وتحويل الهزيمة إلى بداية جديدة.
وأكد الدكتور محمد بن جرش، أن العمل لا يدعو الفتيان إلى التفوق على غيرهم بقدر ما يحثهم على النظر إلى العالم من زاوية مختلفة، مشيراً إلى أن الحصان في النص ليس قطعة جامدة بل رمز للحرية الذهنية والقفز فوق المستحيل، وأن الحكاية لا تنتهي عند كلمة “كش ملك” بل تبدأ منها لتفتح أبواباً لا حدود لها.
وبهذا الإصدار، يعزز المؤلف حضوره في الساحة الثقافية ككاتب يسعى إلى إثراء المكتبة العربية بنتاج أدبي يجمع بين الإبداع والوعي، ويضع بين أيدي الأجيال الصاعدة نصاً أدبياً مشوقاً يحمل في طياته رسالة أبعد من التسلية، ليبقى السؤال الذي يرافق القارئ بعد طي الصفحات: أين قفز حصاني أنا؟



