في الذكرى السابعة عشرة لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش، خصصت مجلة “كتاب” الصادرة عن هيئة الشارقة للكتاب ملفاً أدبياً حول بصمته الشعرية وصوته الفريد في المشهد الثقافي العربي والعالمي. وأشارت دراسة نُشرت في العدد، الذي تصدّر غلافه صورة الشاعر، إلى أن بناء ضمير المتكلّم في قصائد درويش يزخر بأصداء شعرية ممتدة من التراث العربي العريق ومن ثقافات العالم المختلفة، بما يعكس فرادة تجربته وقدرته على إحياء اللغة بوصفها فضاءً إنسانياً رحباً.
وفي إطار انفتاحها على المشهد الأدبي العالمي، خصصت المجلة مساحة للشاعر والروائي البلغاري غيورغي غوسبودينوف، أول كاتب في تاريخ بلاده يفوز بجائزة بوكر الدولية، مقدمةً قراءة نقدية لأعماله التي تجسّد الحساسية المعاصرة للأدب في منطقة البلقان. كما استعرض العدد الجديد ملامح التأثير المتبادل بين المشهد الأدبي الأوروبي والتحوّلات الثقافية العالمية.
وفي افتتاحية العدد، كتب أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب ورئيس تحرير المجلة، مقالاً بعنوان تناول فيه منح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسام الرئيس الفخري لجامعة إكستر. وأوضح العامري أن هذا الوسام، الذي يُمنح لأول مرة في تاريخ الجامعة، يعكس المكانة العالمية المرموقة لسموه وجهوده الكبيرة في الثقافة والتعليم والبحث العلمي وحماية الإرث العربي الإسلامي، لا سيما المخطوطات، وبناء جسور التواصل الثقافي مع العالم.
كما تطرقت الافتتاحية إلى منح جامعة ليستر البريطانية لقب “أستاذ فخري” للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة ورئيسة مجلس أمنائها ورئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، تقديراً لإسهاماتها المؤثرة في تمكين المرأة وتعزيز القراءة وتطوير المشهد الثقافي محلياً وعالمياً. وأكد العامري أن هذا التقدير الدولي يترجم الدور الريادي الذي تضطلع به سموها في ترسيخ الحضور الثقافي الإماراتي على الساحة العالمية.
وتضمّن عدد أغسطس من “كتاب” استطلاعاً موسعاً شارك فيه أدباء عرب للحديث عن لحظة الكتابة وما تحمله من إلهام وإبداع، إلى جانب حوار مع الشاعر والناقد والمترجم الكاميروني بيل ف. نْدي، الذي أكد أن الكتابة وسيلة لتوعية العالم وتغيير واقعه عبر سحر الكلمات ومواجهة الشرور. كما ضم العدد مقالات ودراسات عن تجارب أدبية لُكتّاب عالميين من بينهم الكونغولي تشيكايا أوتامسي، والألمانية حنة آرنت، والبولندية يوليا هارتفيغ.
ونشر العدد الـ82 من المجلة تفاصيل تكريم ستة شعراء فلسطينيين بوسام أندريس بيّو من الدرجة الأولى، في أعقاب مشاركتهم في الدورة التاسعة عشرة من المهرجان العالمي للشعر بالعاصمة الفنزويلية كراكاس. كما كتب مدير تحرير “كتاب”، علي العامري، مقالاً حول “التجربة الفنزويلية”، مسلّطاً الضوء على الثقافة كاستراتيجية وطنية في فنزويلا، مستعرضاً تجربة مدرسة خوان كالساديّا الوطنية للشعر التي تأسست عام 2022 وتعمل على رعاية المواهب الشعرية في المدارس.



