في كل عام، تتحول إمارة الشارقة خلال شهر رمضان المبارك إلى منارة ثقافية وأدبية، حيث تنبض بالحياة عبر سلسلة من الفعاليات التي تعكس عمق التزامها بالثقافة والفنون، من خلال الأمسيات الشعرية، والمحاضرات الأدبية، والفعاليات الفنية، التي تجمع نخبة من المثقفين والأدباء من مختلف أنحاء العالم العربي، ما يوجد حواراً ثقافياً غنياً يعزز التواصل والتبادل الفكري.
من أبرز الفعاليات التي تحتضنها الشارقة خلال هذا الشهر الفضيل، البرامج التراثية والثقافية التي تنظّمها هيئة الشارقة للمتاحف، مثل فتح أبواب متحف الشارقة للحضارة الإسلامية مجاناً للزوار، ما يُتيح للجمهور فرصة استكشاف التاريخ الإسلامي العريق والتعرّف على الفنون الإسلامية. فيما ينظّم بيت الحكمة فعالياته السنوية الناجحة “رمضانيات” التي تتضمن معرضاً متخصصاً (يتناول في هذا العام أدب الرحلات) وجلسات قرائية وفعاليات فنية متنوعة.
ولا تقتصر الجهود على ذلك، بل تُقام أيضاً مهرجانات فنية مثل بينالي الشارقة، الذي يُسلّط الضوء على الفن المعاصر ويجمع فنانين من مختلف أنحاء العالم، مع التركيز خلال الشهر الكريم على الأعمال المستوحاة من الهوية العربية والإسلامية، ما يُعزز من مكانة الشارقة كوجهة للمبدعين. في نسخته السادسة عشرة، يركز البينالي على أعمال فنانين متنوعين، ما يعكس التزام الشارقة بتقديم منصات للفنون غير التقليدية وتوسيع آفاق الحوار الثقافي.
تُسهم هذه الفعاليات مجتمعة في تعزيز حضور الشارقة كعاصمة عالمية للكتاب ووجهة ثقافية وفنية رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي. فمنذ اختيارها عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 من قبل اليونسكو، واصلت الشارقة مسيرتها في دعم الثقافة والكتاب، حيث أطلقت مشاريع رائدة مثل “مدينة الشارقة للنشر” لتعزيز صناعة النشر والطباعة، ما جعلها مركزاً عالمياً يستقطب المعنيين بقطاع النشر والطباعة بأنواعه كافة.
ويعكس التزام الشارقة بالثقافة والأدب رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تعزيز الهوية الثقافية والانفتاح على العالم، من خلال مشاركة العديد من الجهات الفاعلة، وفي مقدمتها هيئة الشارقة للكتاب، في العمل الثقافي والأدبي، ما يُرسخ مكانة الإمارة كمنارة للعلم والمعرفة ووجهة للمبدعين من مختلف أنحاء العالم.



