روجر تاغهولم
حققت الكاتبة الموهوبة كريستين روبينيان، مؤلفة القصة القصيرة “الرجل القط” والتي نُشرت بمجلة “نيويوركر” الأمريكية في ديسمبر الماضي، صفقات بقيمة تجاوزت المليون دولار أمريكي، بعد أن أحدثت قصتها ضجة واسعة وأصبحت واحدة من القصص الأكثر قراءة على الموقع الإلكتروني للمجلة في عام 2017.
وتتناول القصة العلاقة العاطفية غير المتكافئة بين مارغوت، ذات الـ21 عاماً التي تعمل في إحدى دور السينما، والشاب روبرت الذي يكبرها بأكثر من 10 أعوام. وتشارك روبينيان، التي تبلغ 36 عاماً، في برنامج الزمالة للكتَاب في جامعة ميشيغان.
وقد أحدثت قصة “الرجل القط” فور نشرها في مجلة “نيويوركر” عاصفة على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الغربية، كما تسابقت الصحف العالمية في تناقل تفاصيل القصة والحديث عنها واستضافة كاتبتها.
وفي غضون أيام، حازت دار النشر البريطانية “جوناثان كيب” على حقوق نشر المجموعة القصصية القصيرة التي كتبتها روبينيان تحت عنوان “أنت تعرف، أنت تريد هذا”، والتي تتضمن القصة القصيرة “الرجل القط”، وتبعتها الشركة الأمريكية للنشر “سايمون آند شوستر” التي حصلت على حقوق نشر المجموعة القصصية القصيرة، إضافةً إلى رواية أخرى لم يتحدد عنوانها بقيمة 1.2 مليون دولار أمريكي.
ومنذ نشر القصة في ديسمبر الماضي وحتى بداية مارس 2018، قامت 11 دولة بشراء المجموعة القصصية وهي اليابان، وبولندا، والسويد، والدانمرك، وليتوانيا، وسلوفينيا، وكرواتيا، وبلغاريا، وروسيا، بالإضافة إلى بيع حقوق نشرها باللغتين التشيكية والكتالونية. أما الدول التي أبرمت صفقات حقوق نشرها، فضمت ألمانيا، والنرويج، وهولندا، وإسبانيا، والبرازيل، وإيطاليا، وفرنسا، وتركيا، وكوريا الجنوبية.
وفي تعليق لها على الصدى الواسع الذي حققته المجموعة القصصية القصيرة، قالت جيني فيراري أدلير، وكيل أعمال كريستين روبينيان: “نحن سعداء جداً بأن قصص كريستين لاقت صدى دولي واسع”.
وحددت مجلة “نيويوركر” توقيت صدور القصة للاستفادة من الدعاية المحيطة بالإدعاءات الموجهة ضد المنتج الأكثر نفوذاً في هوليوود هارفي واينشتاين، وما أعقبها من نقاشات واسعة النطاق حول التحرش الجنسي في وسائل الإعلام.
وكشفت روبينيان أن القصة تستند إلى واقع، وأنها مبنية بالفعل على لقاء حقيقي حدث معها عندما تواصلت مع شخص إلكترونياً وتطورت العلاقة بينهما فيما بعد. وفي مقابلة مع مجلة “نيويوركر”، قالت: ” لقد صُدمت بالطريقة التي عاملني بها هذا الشخص وبعدها مباشرة فوجئت بصدمتي شخصياً، وسألت نفسي: كيف قررت أن هذا الشخص يمكن الوثوق به؟”.
وقالت ديبورا تريسمان، محررة قسم الخيال الأدبي في مجلة “نيويوركر”: “تقدم القصة نوعاً من التفسير حول كيفية تعرُف الناس على بعضهم بعضاً، وتحذرهم بعدم القيام بذلك عن طريق التواصل الإلكتروني”.
ولم يسبق للكاتبة روبينيان نشر أي كتاب لها، ولكنها فازت بالجائزة الكبرى في الدورة الحادية عشرة لجائزة الخيال الشعبي عام 2016، ومن المؤكد أن قصتها أحدثت ضجة كبيرة لبضعة أسابيع بعد نشرها، وقالت روبينيان بهذا الخصوص: “لا أعرف حقاً كيف يمكن تحقيق العدالة بشأن النقاش الذي يدور حول قصتي، ولكني ممتنة لذلك”.