من أجل كتاب يعبر حدود اللغة والتاريخ والمنجز الجمالي والإنساني، وتحت شعار “التعاون الصيني العربي – الثقافة أولاً”، شهد مجلس الحوار في الدورة 27 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة حوارية بعنوان “مئة كتاب على طريق الحرير”، شارك فيها د. علي بن تميم، مدير مشروع كلمة، والمدير العام لشركة أبوظبي للإعلام، ود. هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية للكتاب، والناشرة الصينية ما يونغ ليانغ، والباحث الصيني جيناج ماو مينج، وأدراها المترجم المصري د. أحمد السعيد.
ناقشت الندوة أهم الأبعاد الثقافية والحضارية لفعل الترجمة وحضوره المتميز على الصعيدين المعرفي والجمالي من خلال إطلاق مشروع “مئة كتاب على طريق الحرير”، الذي صدرت أعماله مترجمة عن بيت الحكمة للثقافة والإعلام، لمبدعين من جمهورية الصين الشعبية. وتنوعت الكتب المئة ما بين التاريخ، والرواية، والجغرافيا، والأساطير، والفنون الشعبية والموسيقية، والآثار الإسلامية، وأدب الطفل، والقانون، والاقتصاد، والعلوم الإنسانية والمعرفية المتنوعة.
وأشاد د. علي بن تميم بالجهود الكبيرة التي بذلها المترجمون خلال عملهم بالمشروع، مشيراً إلى أن جمهورية الصين الشعبية تعمل على إطلاق العديد من المبادرات التي تقترب من فضاء الثقافة العربية، لا سيما مشاريع الترجمة المتبادلة التي سترى النور قريباً، من خلال ترجمة مئة كتاب من العربية إلى الصينية، مؤكداً على الحضور المعرفي لمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية ومكتبة الشيخ زايد في بكين.
من جانبه أوضح د. هيثم الحاج علي أن هذا المشروع يعد واحداً من العناصر المهمة التي تؤدي إلى تعزيز العلاقات بين الثقافتين العربية والصينية لنقل وتبادل محتويات الوعي والأفكار والإبداع، مشيراً إلى أن هاتين الثقافتين تنبعان من مصدر واحد هو الوعي بالثقافة الشرقية، وخصوصاً على صعيد كتابة الحكمة والتعبير في مواجهة التاريخ، أدبياً، وإنسانياً، واقتصادياً، وحضارياً، عبر مراحله المتنوعة. مؤكداً أن هذا المشروع يمثل رؤية جديدة فاعلة ومحفزة لفكرة الترجمة المتبادلة من خلال الشراكة والتفاعل بين بيت الحكمة والهيئة المصرية للكتاب وغيرها من المؤسسات، كدعوة لترسيخ وتعميق موجة حضارية جديدة تلامس الشغف الإنساني في الكتابة والترجمة.
بدورها أكدت ما يونغ ليانغ، مندوبة دار نشر “انتركونتيننال” الصينية التي أسهمت بطباعة كتب مشروع “مئة كتاب على طريق الحرير” على أهمية هذا المشروع كجسر للتواصل بين الثقافة والحياة، مشيدة بما بذلته الحكومة الصينية في دعمها لدور النشر الصينية التي شاركت بالمشروع باعتباره عملاً تاريخياً مهماً لتعميق وتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الحضارتين العربية والصينية.
وتحدث بشار شبارو، الأمين العام للناشرين العرب، عن عمق هذه التجربة وتجلياتها في مشاريع الترجمة المتبادلة من خلال إنتاج الكتب الورقية و الصوتية والرقمية المترجمة بمختلف العناوين الإبداعية كعمل مهم يربط ويسهم في تحقيق التناغم المطلوب بين الحضارتين والثقافتين العربية والصينية من خلال الثقافة المشتركة والمعرفة المتبادلة.
يذكر أن عدد الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية قد ازداد بعد عام 2010 نظراً للحاجة الثقافية إلى المزيد من التواصل مع المنتج العربي والصيني عبر الترجمة والتقرب أكثر إلى الكتاب والمبدعين من الطرفين.