أكد المطرب كاظم الساهر أن الأبرياء يدفعون ثمن الحروب، وأن الفنان يمتلك موقفاً إنسانياً وضميراً حياً، وبالتالي لا يمكن أن يقف متفرجاً أمام أهوال الحرب، مشيراً إلى أنّه تم بالتعاون مع جمعية الأمم المتحدة للموسيقى الكلاسيكية بإدارة بريندا فونجوفا، تسجيل أغنية بعنوان “أوقفوا الحرب “، سيتم إطلاقها قريباً، مضيفاً في الوقت ذاته أن الحياة بدون اطلاع وبدون قراءة تبقي الإنسان في دائرة محدودة. وقال: “خلال السنوات الماضية خسرت أعز الناس لدي، وكنت أمر من أزمة إلى أخرى، وأفقد عزيزاً ما، ووصلت إلى طريق مسدود بحيث جلست مع نفسي وحيداً لفترة، فأخرجني منها الكتاب والقراءة وكذلك الأصدقاء الطيبين”.
وفيما يتعلّق بالشعر قال الساهر: “الجمهور العربي خطير، ولديّ جمهور يتذوق الشعر ويحاسبني إذا كان لفظي للكلمة خطأ، فيجب أن أنتبه لكل كلمة وحرف، الشباب متذوقون للشعر وأنا ضد فكرة من يقول إن الناس بدأوا يهجرونه نحو أشكال أخرى، لا أتفق مع ذلك من خلال تجاربي على مدار 35 عاماً من تقديم أعمال وقصائد. وأيضاً لا يمكن أن نظلم الفنون الأخرى بالتأكيد فهناك ألوان غنائية جميلة وتسعد الجمهور، لكن أنا أجد في القصيدة أكثر عمقاً وخيالاً”.
وأضاف: “الشعر موهبة، لحّنت أول قصيدة في سنّ 12 عاماً وكتبت أول خاطرة في عمر 13 -14، وبدأت أقرأ الشعر في المجلات ودواوين نزار قباني، فقد كنت متأثراً به جداً. وبالتأكيد بدون قراءة فإنّ الموهبة لا تكفي، لا أستطيع أن أكتب قصيدة أو أن اضع لحناً إن لم أقرأ”. نزار قباني كان مصدر دعم وتحفيز لي، فعندما كنت أطلب منه في بعض القصائد أن أقوم بتعديل سطر أو ما شباه، كان يعود لي خلال فترة قصيرة ويخبرني ويقول سجّل هذا البيت الجميل، لم يقل سجل هذا السطر، بل البيت الجميل، لقد كان متعاوناً وعظيماً جداً، وهكذا العظماء يكونون دائماً بسطاء”.
وأشار الساهر إلى أثر عائلته وبلده في تكوين شخصيته، بالقول: “شخصيتي بُنيت في البيت بشكل أساسي وأسهمت أمي رحمها الله كثيراً في بناء هذه الشخصيّة وتأثرت بها بشكل كبير، وكنت أعجب دائماً كيف تحمّلت هي ووالدي مسؤولية 10 أبناء في الوقت الذي كان بيتنا يفتقد لكثير من الأساسيات مثل المراوح وغيرها، لذلك لهم فضل كبير عليّ. أيضاً لبلدي وجمهوري الفضل، وللجيران الذين كانوا يسهمون في التربية كالأهل تماماً”.