كشفت هيئة الشارقة للكتاب، الجهة المنظمة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، عن عرض النسخة الرقمية لأقدم مخطوطة قرآنية، والتي تم العثور عليها في جامعة برمنجهام قبل عامين، ضمن فعاليات الدورة الـ 36 من المعرض الذي سينطلق خلال الفترة من 1 – 11 نوفمبر 2017
اعتبر البروفسور البريطاني ديفيد توماس، وهو أستاذ مختص بالمسيحية والإسلام بجامعة برمنغهام، المالكة للمخطوطة، أن النصوص :”قد تعيدنا إلى أولى سنوات الإسلام، إذ تشير السيرة النبوية إلى أن الوحي نزل على الرسول محمد بين 610 و632 ميلادي، وهو تاريخ وفاته”.
ويضيف البروفيسور توماس أن “العمر التقديري لمخطوط برمنغهام يعني أنه من المحتمل جدا أن كاتبه عاش في زمن النبي محمد، وعرفه، وربما رآه واستمع إلى حديثه، وربما كان مقربا منه”.
ويتيح معرض الشارقة الدولي للكتاب لزواره فرصة الإبحار في رحلة هذه المخطوطة إلى برمنغهام، حيث يعرض نسخة رقمية تفاعلية من المخطوطة، ويقدم أجزاء من السورالقرآنية 18 – 20 على شاشات كبيرة لإتاحة الفرصة أمام الجمهور للاطلاع عليها بشكل أوضح، إذ يتعذر عرض النسخة الأصلية بسبب قدمها وإمكانية تلفها.
وتعدُ المخطوطة جزءاً من مجموعة ” مينغانا ” التي تضم أكثر من 3000 وثيقة ومخطوطة قديمة من الشرق الأوسط، والتي قام بجمعها في العشرينيات ألفونس مينغانا، القس الكلداني المولود قرب مدينة الموصل في العراق، حيث قام مينغانا بعد أن استقر في المملكة المتحدة، برحلات عديدة إلى الشرق الأوسط لجمع المخطوطات السريانية والعربية القديمة بدعم وتمويل من الدكتور إدوارد كادبري، مالك مصنع كادبري الشهير للشوكولاتة في بورنفيل، برمنغهام.
وعمل كادبري بتسمية المجموعة باسم القس مينغانا الذي جمعها، وتشمل المجموعة مخطوطات نادرة مكتوبة بأكثر من 20 لغة، ويعود تاريخها الى اكثر من أربعة آلاف سنة.
وأذهل اكتشاف هذه المخطوطة القرآنية المؤرخون، لما يميز كاتبها في احتمال قربه من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وعبَر أعضاء المجتمع الإسلامي المحلي في برمنغهام عن ابتهاجهم بهذا الاكتشاف المذهل، وقال محمد أفضل، رئيس مجلس مسجد برمنغهام المركزي “لقد تأثرت عندما رأيت هذه الصفحات. وبان انفعالي ودموع الفرح في عيني. أنا متأكد أن الناس في عموم بريطانيا سيأتون إلى برمنغهام ليلقوا نظرة على هذه الصفحات”.