“حجاب وأحمر شفاه” ليسرا عمران
تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2020
الناشر: مطبعة هاشتاغ
النوع: خيال محلي
“حجاب وأحمر شفاه” هو أول رواية ليسرا عمران التي تعالج أكثر من قضية اجتماعية من خلال قصة الفتاة سارة، التي نرافقها في رحلتها من طفلة في لندن إلى سن الرشد في قطر.
سارة، فتاة نصف إنجليزية ونصف مصرية، ممزقة بين عرقها وهويتها بالإضافة إلى رغبتها في إرضاء والدها وتعليماته “الصارمة”، بينما تريد في نفس الوقت أن تكون على طبيعتها وتستمتع بالحياة التي تريد أن تعيشها.
تبدأ القصة باللقاء الذي جمع سارة مع صوفي، الصحفية في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، في مقهى بوسط لندن. على الرغم من شعورها بعدم الارتياح، بدأت سارة في مناقشة تجاربها، لتأخذ القارئ في رحلة مليئة بالصراعات الداخلية. فالاستقرار في بلد مثل بريطانيا لشخص من عرق مختلط، يترتب عليه العديد من التحديات، خصوصاً لفتاة صغيرة، تجد نفسها في النهاية ضحية لتقلّب مزاج الأب وتأثير أصدقائه عليه ما يؤثر في النهاية عليها وعلى والدتها واخوتها.
يشعر القارئ بحماس سارة عندما تتمكن أخيراً من الذهاب إلى حفلة عيد ميلاد صديقتها. نشارك ضعفها عندما وقعت في الحب لأول مرة ونشعر بالرعب عندما انتهك جسدها، ومع ذلك لا يمكنها التحدث عن محنتها.
يستحوذ الكتاب على تركيزك من الصفحة الأولى، ومن المفارقات، تماماً مثل حياة سارة المزدوجة، أن الرواية تحتوي أيضاً على نوع متناقض من النصوص التي يبدو بعضها سهلاً جداً في القراءة والبعض الآخر معقد، خاصة ذلك الجزء الذي يروي تعرض سارة للاعتداء الجنسي.
في “حجاب وأحمر شفاه” نتعرّف على عائلة سارة دون أن نلاحظ وجودهم بشكل واضح، فذكرهم في الرواية يخدم بشكل أساسي الغرض من كيفية تأثيرهم على سارة. من بدايات التضييق على حريتها من قبل اخوتها، مروراً بتمرد أختها، وصولاً إلى والدتها التي تمكّن والدها من الإساءة إلى ابنتها من خلال عدم الوقوف في وجهه. لا نعرف شيئاً عنهم وعن السبب وراء سلوكهم، إلا من وجهة نظر سارة، وهو ما جعل كل الشخصيات ذات بُعد واحد حيث إن كل شيء كان يُلقي باللوم على الأب. وكان من الممكن أن تكون الرواية أكثر إثارة للاهتمام لو تعرّفنا على الأب واكتشفنا سبب تصرفاته، ولماذا كان ضعيفاً أمام تأثير أصدقائه ومتسلّطاً على أفراد أسرته.
معظم الرجال الواردة أسماؤهم في الرواية هم “سيئون”! وهو ما يمكن أن يكون سمة إشكالية لـ”حجاب وأحمر شفاه”. هل يمكن أن يُشكّل ذلك تعميماً وصورة نمطية من قبل المؤلفة؟ أو ربما يرجع لكونها قد قابلت حقاً هذا النوع من الرجال في الحياة؟ من خلال ذكر جنسية أصدقاء شقيقها، عبد الله، الفلسطينيين، سيفترض القراء أن جميع الرجال الفلسطينيين يضربون أمهاتهم وأخواتهم، وهو افتراض غير واقعي وغير مريح.
على الرغم من أن النهاية تبدو متحررة ومتمردة، إلا أنها أيضاً تُشكّل خيبة أمل طفيفة للقارئ، إذ نصل إلى خروج سارة من منزل عائلتها، لتعيش لوحدها في لندن، دون توضيح كيف ولماذا غادرت قطر.