توفيت مؤخراً الكاتبة والشاعرة كيري هولم، عن عمر يناهز 74 عاماً، وهي أول نيوزيلندية تفوز بجائزة البوكر عام 1985، عن روايتها “شعب العظام” The Bone People. وذكر أحد أفراد أسرتها أنها توفيت بمنزلها في ويمات بالجزيرة الجنوبية بنيوزيلندا.
ولدت هولم في 9 مارس عام 1947 في كرايستشيرش، لأم من أصول الماوري (سكان نيوزيلندا الأصليين)، وأب أسكتلندي إنجليزي، وكانت أكبر اخوتها الستة، وبرزت موهبتها في الكتابة منذ كانت في الحادية عشرة، حيث كانت تؤلف الأشعار والقصص القصيرة. عملت في قطف أوراق التبغ وساعية بريد، ودرست القانون لمدة عام في جامعة كانتربري ثم انسحبت منها.
في عام 1972 تفرغت للكتابة، ونشرت العديد من القصائد والقصص القصيرة، وفازت بجائزة ذكرى كاثرين مانسفيلدي عام 1975 عن قصتها القصيرة “الشراك والمجسات”، وحصلت بعد سنوات على منصب كاتب مقيم في جامعة أوتاغو.
وجدت هولم صعوبة هائلة في نشر روايتها “الناس العظام” التي استندت إلى تراثها الأصلي الماوري والأسكتلندي واستغرقت منها 12 عاماً في كتابتها. حيث لم يتقبل الناشرون النيوزيلنديين أسلوبها غير التقليدي في الكتابة واعتمادها في جوهر العمل على حضارة الماوري، وطالبها بعضهم بتعديلات كبيرة، لكنها أكدت بأنها تفضل “تحنيط الرواية” بدلاً من إعادة صياغتها! وفي عام 1984، وافقت مطبعة صغيرة تديرها مجموعة من النساء وتدعى “سبايرل”Spiral على طباعة 2000 نسخة مبدئياً من الرواية. ومنذ ذلك الحين بيعت منها أكثر من مليون نسخة وفازت بجائزة “بيغاسوس” Pegasus بالإضافة إلى “البوكر”.
الطريف أنه رغم ترشيح الرواية لجائزة “البوكر” لعام 1985، إلا أن هولم لم تحضر حفل توزيع الجوائز في لندن، الذين يحضره عادة أصحاب الروايات التي وصلت القائمة القصيرة، وذلك لأنها كانت غير مقتنعة بأن عملها سينال الجائزة!
تستكشف الرواية العلاقات المعقدة بين ثلاث شخصيات: الرسامة المنعزلة كيروين هولمز، والأرمل المدمن على الكحول جو جيليلي، وابنه الصغير سيمون الذي يفقد القدرة على الكلام بسبب ظروف حياته القاسية. وفي نهاية الرواية، وبعد سلسلة من الأحداث المشوقة، يتعرف القارئ على كيفية تجاوز كل واحد من الشخصيات الثلاثة للمحنة التي يعاني منها، في بارقة أمل لكل إنسان يعاني من مشكلة في حياته.