توفي الأديب المصري الكبير صنع الله إبراهيم عن 88 عاماً، تاركاً وراءه مسيرة أدبية حافلة امتدت لعقود، شكّلت علامة فارقة في السرد العربي المعاصر، حيث عُرف بقدرته الفريدة على المزج بين جماليات اللغة وعمق الرؤية، ليقدّم للقارئ نصوصاً ثرية تنبض بالحياة والتفاصيل.
وُلد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937، وبدأ مساره في الكتابة متأثراً بالتحوّلات الثقافية والاجتماعية التي عاشتها مصر والمنطقة. وقدّم أعمالاً شكّلت محطات أساسية في الرواية العربية، من بينها “اللجنة”، و”شرف”، و”ذات”، و”وردة”، و”أمريكانلي”. وقد حوّلت بعض هذه الأعمال إلى أعمال درامية، لتصل إلى جمهور أوسع وتحافظ على حضورها في الذاكرة الثقافية.
وتميّزت رواياته بعنايتها بالتفاصيل الدقيقة للشخصيات والأماكن، وقدرته على نسج عوالم سردية آسرة تجمع بين الدقة التوثيقية والخيال الخصب. كما امتلك أسلوباً يمزج بين البساطة والعمق، ما جعل نصوصه قريبة من القارئ وراسخة في وجدان محبيه.
كان صنع الله إبراهيم أكثر من مجرد كاتب، إذ صنع عوالم وقدّم أناساً يعيشون في وجدان القارئ طويلاً، وأهدى قراءه رحلات داخلية تعيد اكتشاف الذات والآخر. وبرغم غيابه الجسدي، ستظل كتبه حيّة، تنتقل من جيل إلى آخر، كجسور من الكلمات تربط الحاضر بالمستقبل، وتؤكد أن الأدب الحقيقي لا يموت.



