صدر حديثاً عن دار الساقي رواية جديدة للكاتب والروائي اللبناني رشيد الضعيف بعنوان “ندم إبليس”، وهو عمل ينسج عوالمه على الحدود الفاصلة بين الأسطورة والواقع، حيث تبدأ الحكاية من لحظة طرد آدم من الجنّة، حين يندم إبليس ويعاهده أن يخصّص لكل إنسيّ جنّياً يرعاه حتى وفاته. لكن أحفاد إبليس يتمرّدون، فتتشابك مصائر البشر والجنّ في سردية تطرح أسئلة عن المصير، والهوية، والشرّ الكامن في قلب العالم.
في الرواية، يولد الطفل رَماعيل بعلامة غامضة لا تقرؤها سوى أمّه، لتبدأ منذ ولادته مطاردة الجنّ له، قبل أن يختفي فجراً وتدخل الأسرة في دوامة من الشكوك، بينما يتقمّص جنيّ صورته ليزرع ما يشتهي في قلب أخته الرضيعة. في هذه الأجواء الملتبسة، ينسج رشيد الضعيف رواية عن أثر غير مرئي يحمله الإنسان في داخله، وعن حضور الأسطورة في تفاصيل الحياة اليومية.
حازت الرواية على إشادة نقدية مبكّرة ووصفتها صحيفة “لوريون لو جور” L’Orient-Le Jour بأنها “صوت فريد في الأدب العربي المعاصر”، لتؤكد مكانة الكاتب الذي تُرجمت أعماله إلى أكثر من 14 لغة، ونال عام 2023 “جائزة محمد زفزاف للرواية العربية”، فيما سبق أن حازت روايته “ألواح” على جائزة وزارة الثقافة اللبنانية للرواية عام 2017.
وبهذا العمل يواصل رشيد الضعيف عبر “ندم إبليس” مسيرته الروائية التي أثمرت عناوين بارزة مع دار الساقي مثل: الأميرة والخاتم، وخطأ غير مقصود، وهرّة سيكيريدا، وتصطفل ميريل ستريب، وأوكي مع السلامة، ليضيف من خلال هذا الكتاب فصلاً جديداً إلى تجربة أحد أبرز الأصوات السردية في العالم العربي.



