تحت عنوان “مشهد النشر في العالم العربي”، نظم مؤتمر الناشرين، الذي انطلقت فعالياته في الشارقة يوم 31 أكتوبر 2021 ولمدة ثلاثة أيام، جلسة شارك فيها كل من ماهر كيالي، مؤسس ورئيس المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ومؤنس الحطاب، مؤسس ورئيس أ، ب، ت ناشرون، ومحمد الجابري، مؤسس ورئيس مجموعة النيل العربية، وتامر سعيد، المدير العام لمجموعة كلمات.
وأكد ماهر كيالي في مداخلته، أن العلاقة بين الناشرين العرب ونظرائهم الدوليين، تطورت أكثر بفضل الجهود والمبادرات التي تطلقها هيئة الشارقة للكتاب، وفي مقدمتها تنظيم مؤتمر الناشرين، موضحاً أن الشارقة لها فضل كبير في دعم صناعة الكتاب العربي والعالمي.
بدوره، لفت مؤنس الحطاب، إلى أن عدم التناسب بين عدد السكان وعدد القراء في العالم العربي، يتطلب من الناشر الدولي مراعاة حجم السوق العربي، وصياغة علاقة مع الناشر العربي تراعي حجم سوق الكتاب في المنطقة، بالإضافة إلى القبول بمرونة أكبر وتوفير محتوى ملائم خاصة لكتب الأطفال، بما يتناسب مع ثقافة المجتمع في العالم العربي.
أما محمد الجابري، فأوضح أن تكلفة الكتاب المترجم إلى العربية في الحقول العلمية مرتفعة، نتيجة لاضطرار الناشر إلى دفع حقوق الترجمة، في مقابل ضعف الإقبال عليه، حيث تنافسه كتب الأدب والسياسة، ودعا الحكومات إلى الاقتداء بتجربة الشارقة، وتقديم المزيد من التسهيلات والإعفاءات الضريبية والجمركية التي تخدم انتشار الكتاب في السوق العربي.
بدوره، أشار تامر سعيد إلى أن الناشر الدولي، مطالب ببذل جهد أكبر من حيث تكرار حضوره لاستكشاف السوق العربي للكتاب، للخروج بأرقام واقعية وتوثيق العلاقة بالناشر العربي، ولفت إلى أن اعتماد الناشر الدولي، على تقييم سوق الكتاب العربي، من خلال المعارض غير كاف، ونصح الناشر العربي بالاهتمام بتنوع موضوعات الكتب تلبية لتنوع اهتمامات القراء.
دروس من سوق الكتاب الإسباني
وفي جلسة بعنوان “تسليط الضوء على ضيف الشرف إسبانيا: الدروس والتعلم من سوق الكتب الإسباني المتنامي”، استضاف المؤتمر عدداً من الخبراء والمعنيين بقطاع النشر الإسباني، حيث تحل إسبانيا ضيف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الـ40 لهذا العام
وتحدث خلال الجلسة، كل من فرانسيسكو خافيير سانث، مدير تحرير بلانيتا بإسبانيا، ولويس زندريرا، الرئيس التنفيذي – رئيس تحرير خوفينتود بإسبانيا، وأدار الجلسة أنطونيو ماريا أفيلا، مدير اتحاد نقابات الناشرين في إسبانيا.
وأشار أنطونيو ماريا أفيلا إلى أن قطاع النشر في إسبانيا يمثل نحو 3.2 من إجمالي الناتج المحلي، وهذا يضع السوق الإسبانية للكتب في موقع متصدر عالمياً، حيث يوفر هذا القطاع فرصة لصناع النشر العالميين، لإيجاد شركاء فاعلين من إسبانيا، لافتاً إلى أن مؤتمر الناشرين في الشارقة، يمثل فرصة ثمينة لإيجاد شراكات مؤثرة بين إسبانيا والعالم العربي
وأكد لويس زندريرا، أن لدى القطاع في إسبانيا ما يجعل منه شريكاً قوياً للناشرين العرب، في مجالات الترجمة وشراء الحقوق والتسويق والتوزيع، وأضاف أن اهتمام الآباء بأطفالهم، يجعل أمامنا مسؤولية بالغة في أن نقدم للأجيال القادمة منتجات معرفية ترتقي بذائقة القارئ، ولا سيما من فئات الأطفال والشباب، الذين يمثلون أكثر الفئات التي يعول عليها في مجال القراءة.
من جانبه، أوضح فرانسيسكو خافيير سانث، أن إسبانيا تفتح نوافذها المعرفية أمام العالم من خلال التنوع الكبير الذي تتميز به الثقافة الإسبانية، حيث تنتشر فيها العديد من اللغات واللهجات، مشيراً إلى أن العلاقة بين إسبانيا والعالم العربي متينة جداً، ولا بد من إيجاد المنصة المناسبة لمد جسور التعاون بين الطرفين، ولمعرض الشارقة الدولي للكتاب دور رائد في هذا التعاون المشترك
وأكد خافيير سانث، أن سوق النشر يمر بأزمة عالمية، ينبغي العمل على تجاوزها، من خلال إيجاد الطرق البديلة واستثمار التقنيات الحديثة في خدمة هذا القطاع، وأن الكتاب العربي مميز ويستحق أن يتم العمل على نشره وخدمة قطاعه، واستثمار كافة السبل لتعزيز حضوره عالمياً لدى القراء.