خلال الدورة الثانية والثلاثين للمؤتمر الدولي للناشرين
حذر ميكيل كولمان، رئيس اتحاد الناشرين الدوليين، من هيمنة شركات التكنولوجيا العملاقة وتأثيرها المتزايد على صناعة النشر، خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح الدورة الثانية والثلاثين للمؤتمر الدولي للناشرين في العاصمة الهندية نيودلهي، وذلك في إشارة منه لكبرى شركات التكنولوجيا العالمية مثل جوجل وفيسبوك، ومايكروسفت وأبل.
وقال كولمان – بحضور أكثر من 300 مندوبٍ من 70 دولة، بينهم 20 ممثلاً من جمعية الناشرين الإماراتيين في الشارقة- : “نحن كصنّاع نشر نتطلع دائماً إلى المستقبل، ونسعى دوماً إلى الابتكار– ولكننا بحاجة إلى أن نطلق صرخة حول هذا الموضوع – نحن بحاجة إلى التعبير بصوت عالٍ عما يمكننا تحقيقه”.
وأضاف: “حتى هذه اللحظة تتصدر شركات التكنولوجيا العالمية المشهد وتتصرف باعتبارها صاحبة اليد العليا في كل شيء، لذا يتحتم علينا البدء بالتحرك حتى يكون لنا دور فاعل فيما يجري، ولكي نكون في المقدمة، علينا أن نبدأ بتسديد الأهداف والتصرف كلاعبين فاعلين ومؤثرين في سوق صناعة الكتاب والنشر العالمي”.
وفي السياق ذاته توقف ريتشارد تشاكين، المدير التنفيذي لدار بلومزبري للنشر والرئيس السابق لاتحاد الناشرين الدوليين، خلال مشاركته في منتدى القادة العالميين الذي جاء بعد المؤتمر الدولي للناشرين، عند موضوع سيطرة شركات التكنولوجيا العالمية على واقع المشر، بالقول: إن كلاً من غوغل وأبل و فيسبوك ومايكروسوفت، تسيطر على سوق صناعة المعرفة في العالم، وتتحكم به وبمستقبله”.
وأضاف تشاكين: “يتمثل هدفنا المستقبلي في حماية حقوق التأليف والنشر، ولا أعتقد أن شركات التكنولوجيا الأربع تنظر الى هذا الموضوع بنفس المنظور الذي نرى فيه الأمور. فأمامنا الآن تحدياً كبيراً لحماية حقوق التأليف، والنشر يتمثل في تعزيز توعيّة الشركات الأربع وليس مجرد الحديث مع بعضنا البعض في هذا الخصوص، لتكون جزءاً من جهود النهوض بحقوق الملكية الفكرية التي نعمل عليها، كمؤسسات صانعة للنشر”.
واتفق واي إس تشي، الرئيس الأسبق لاتحاد الناشرين الدوليين ورئيس لجنة “السفاير” الإدارية، مع الطرح الذي قدمه ريتشارد تشاكين مشيراً إلى “أن كبرى شركات التكنولوجيا تمتلك نظم عمل مختلفة، فبعضهم يحاول أخد محتوى العديد من الافراد بدون التحقق من صحته على عكس ما نقوم به نحن كناشرين وهنا يبرز سؤال مهم، هل سنقوم باتباع نظامهم أم أننا سنعمل جاهدين لتعزيز توعيتهم بهذا الخصوص؟”
وقال تشي: “إذا ما نظرنا إلى مشاكل ومخاطر التكنولوجيا، فإن ذلك لا يعني أنها سيئة بالفعل، فهناك العديد من الفرص التي وفرتها وتوفرها وخصوصا في مجال التعليم”.
وأشار عدد من المتحدثين خلال كلماتهم إلى الدور والإضافة المهمة التي قدمتها التكنولوجيا، حيث أكد أميتاب كانت، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الوطنية لتحويل الهند، أن دور التكنولوجيا مهم في “التعلم التكيفي”، وفي المساعدة على تتبع نشاط الطلاب وتطويرهم، في حين أشار ماثيو كيسنر، رئيس مجلس إدارة شركة جون وايلي، الولايات المتحدة، إلى أن “التكنولوجيا يمكن أن توضح لنا آلية تعلم الطلاب – بحيث تقربنا أكثر من المستخدمين النهائيين”.
ويمثل مؤتمر هذا العام عودة جديدة إلى العاصمة الهندية بعد مرور 25 عاما، حيث بدأ واضحا للجميع الفرق الكبيرالذي حدث منذ ظهور وتطور شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وفيسبوك، ومايكروسفت وأبل، منذ عام 1992 حتى الان.
وانطلقت أعمال المؤتمر بإشعال قنديل يرمز الى نشر المعرفة وإلى الغاية التي توحد جميع المشاركين والمتمثلة في “نشر المعرفة من خلال الكتب في أي شكل كان”.