في 27 يوليو، ستنطلق “أمل الصغيرة” Little Amal، دمية اللاجئين العملاقة، من مدينة غازي عنتاب في تركيا للسير إلى مسافة 8000 كيلو متر عبر أوروبا، وصولاً إلى المملكة المتحدة، حيث ستحط رحالها بمدينة مانشستر في نوفمبر 2021، لتلفت رحلتها الانتباه إلى محنة اللاجئين والأطفال المشردين في العالم. وتعد الدمية واحدة من أكثر الأعمال الفنية العامة رمزية وتأثيراً
المشروع عبارة عن تعاون بين شركة “غود تشانس” أو “الحظ الجيّد” Good Chance، التي تأسست في مخيم الغابة للاجئين بمدينة كاليه الفرنسية، والمخرج السينمائي ستيفن دالدري، مخرج فيلم “بيلي إليوت” Billy Elliott، والمنتجة السينمائية تريسي سيوارد التي عملت في حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012. وقد ابتكرت الدمية شركة “هاندسبرينغ بابيت كومباني” الجنوب أفريقية Handspring Puppet Company.
لبناء دمية قادرة على مواجهة مثل هذا التحدي الجسدي، صنعت “هاند سبرينغ” دمية “أمل الصغيرة” بعناية من مواد قوية ولكن خفيفة الوزن مثل قصب السكر وألياف الكربون بحيث يمكن تشغيلها لفترات طويلة في ظروف مختلفة. يتطلب الأمر أربعة من محركي الدمى لإعادة الحياة إلى “أمل الصغيرة”: واحد على كل ذراع، وواحد يدعم ظهرها، والآخر يمشي على ركائز متينة. يتحكم محرك الدمى الرابع هذا أيضاً في “القيثارة”، وهي نسيج معقد من الأوتار التي تحرك وجه ورأس وعينين الدمية.
وقال صاحب المشروع، المخرج الفلسطيني السوري أمير نزار الزعبي، المدير الفني لشركة “ذا ووك” أو “المسار”The Walk : “مع اهتمام العالم بقضايا أخرى حالياً، أصبح من المهم الآن، وأكثر من أي وقت مضى، إعادة تسليط الضوء على أزمة اللاجئين وتغيير طريقة التعامل معها. نعم، يحتاج اللاجئون إلى الطعام والبطانيات، لكنهم يحتاجون أيضاً إلى الكرامة وإلى من يسمع صوتهم. الغرض من مشروعنا هو إبراز إمكانيات اللاجئين، وليس فقط ظروفهم الأليمة. يبلغ ارتفاع “أمل الصغيرة” 3.5 متر لأننا نريد أن يكبر العالم بما يكفي لاستقبالها. نريدها أن تلهمنا للتفكير والعمل بشكل أكبر”.
سيكون هناك العديد من الأحداث التي ستقام في كل مرحلة من الرحلة، ففي العاصمة الإيطالية روما على سبيل المثال، ستسير “أمل الصغيرة” بجوار لوحات منزل تعرض للقصف معروضة على المباني المحلية. اللوحات للفنان السوري تمام عزام. في نهاية الرحلة، ستصل إلى مهرجان مانشستر الدولي حيث ستكون “ضيف الشرف”.
هناك حاجة إلى شيء واحد فقط الآن لجعل هذا المشروع مثالياً: صفقة نشر. بالتأكيد لا يبدو هذا الهدف بعيد المنال، فهذا العمل الإنساني يستحق النشر في كتاب!