ناقشت فعاليات الدورة الاولى من منتدى أبوظبي للنشر “التحولات والانجازات في صناعة الكتاب- تجربة الامارات” الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة في منارة السعديات في أبوظبي، ضرورة مواكبة صناعة النشر من جهة المستجدات والمتغيرات التي يشهدها العالم اليوم، وذلك بمشاركة ناشرين وكتّاب يمثلون مؤسسات ومراكز ومعاهد من مختلف بلدان العالم.
وانطلقت فعاليات المنتدى الذي يختتم فعالياته مساء اليوم الأربعاء 31 يناير الماضي، بحفل تحدث خلالها كل من: الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، سيف سعيد غباش مدير عام دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وهاني تركي رئيس المستشارين في منظمة الأمم المتحدة حول مؤشرات القراءة العربية.
وقال سيف سعيد غباش:”إننا في دولة الامارات العربية المتحدة نعمل بتوجيهات من القيادة الرشيدة على بناء ركائز التحول إلى اقتصاد المعرفة والتي تقع عمليات الانتاج المعرفي ضمن أبرز أولوياتها ونسعى في هذا السياق إلى ترسيخ محفزات وعناصر استدامة التنمية عبر الكتاب؛ حامي التراث والهوية الوطنية وجسر التواصل والتسامح والحوار بين الدول والشعوب”.
وأضاف: “إن الانجازات الحضارية التي مرت بها المجتمعات عبر العصور خير دليل على أهمية انعقاد فعاليات هذا المنتدى كونها تسلط الضوء على صناعة النشر منذ اختراع الكتابة الذي يعد أعظم اختراع في تاريخ البشرية، إلى اختراع أدوات الكتابة وصولا إلى اختراع الطباعة بالحروف المتحركة، من هنا نعتبر أن الثقافة طريق حتمي للتطور الاقتصادي والاجتماعي والفكري وهو ما يمنح الاعتناء بصناعة النشر العربية مكانة خاصة وأهمية متزايدة”.
وأوضح مدير عام دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي أن المنتدى بجلساته وحواراته المتنوعة بمشاركة شخصيات مؤثرة وفاعلة هو منصة لبحث التحديات التي تواجه قطاع النشر في المنطقة عموما ودولة الامارات العربية المتحدة بشكل خاص.
وذكر غباش: “نحن في دائرة الثقافة والسياحة نؤمن بأن الانجازات التي حققتها دولتنا عالميا في مجال النشر وصناعة الكتاب وحقوق الملكية الفكرية ساهمت في التأسيس لنقلة نوعية في هذا القطاع تبشر بأن دولتنا تحتل مكانة مرموقة في صناعة الكتاب بل أن تكون أيضا عاصمة إقليمية لهذه الصناعة مع توفر البنية التحتية التي بتنا نملكها اليوم من جهات حكومية راعية للنشر ودور نشر إماراتية رائدة وطموحة ومدن ومناطق داعمة للنشر والكتاب”.
وتابع: “لقد استطعنا خلال أعوام قليلة تحقيق أرقام قياسية في عدد الناشرين، إذ ارتفع من 59 ناشرا في عام 2007 إلى 115 ناشرا دوليا مسجلا و 164 ناشرا محليا في عام 2017 ، داعيا إلى دعم انتشار الكتاب الاماراتي وصناعة النشر والسعي إلى مساعدة الكتّاب عبر طباعة أعمالهم الأدبية لكي يتم الارتقاء بعملية النشر الاماراتي بشكل متميز”.
بدورها تحدثت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، حول آخر المشاريع التي تعمل عليها جمعية الناشرين الإماراتيين، بقولها : “نقف على أعتاب تحقيق إنجاز مهم هو الأول من نوعه في العالم العربي، حيث نعمل مع شركائنا في وزارة الاقتصاد، وجهات أخرى محلية ودولية، من أجل تأسيس أول مركزِ لإدارة حقوق النسخ في المنطقة في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأضافت: “عندما يتم الإعلان عن تأسيس هذا المركز، ستكون دولة الإمارات أول دولة في العالم العربي تؤسس مركزاً لإدارة حقوق النسخ، وتكون من بين الدول القليلة السبّاقة على المستوى العالمي لتأسيس مثل هذا المركز، الذي سيساهم حتماً في تطوير صناعة النشر والصناعات الإبداعية بصفة عامة لكي تصبح شريكا حقيقا في التنمية وبناء مجتمع الغد”.
وتناولت الشيخة بدور أهم الإنجازات التي حققتها جمعية الناشرين الإماراتيين خلال الأعوام القليلة الماضية، قائلة: “حققت جمعية الناشرين الإماراتيين في السنوات الأخيرة إنجازات عديدة نفخر بها، فقد تحسنت جودة الكتب من حيث التصميم والطباعة والإخراج الفني، وتنوع المحتوى إلى شتى المجالات، كما زاد عدد دور النشر وتضاعف عدد الإصدارات بنسب كبيرة، وزاد الإقبال على معارض الكتاب التي تُنظم بالدولة من جميع الفئات العمرية خاصة الأطفال؛ وهو ما يعد نجاحا باهرا في حد ذاته”.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: “كان انضمام جمعية الناشرين الإماراتيين إلى اتحاد الناشرين الدوليين من بين أهم النتائج الاستراتيجية التي نجحنا بأن نصل إليها، فالدرب كان صعباً والتحديات كانت كبيرة، ولكن إصرار وعزم كل الناشرين الإماراتيين أوصلنا في النهاية ليس فقط للانضمام لهذا الاتحاد الدولي، بل كان لجمعية الناشرين الإماراتيين دورا مهما في انضمام ستة بلدان عربية للاتحاد الدولي للناشرين، بينما نساند حاليا دولا عربية أخرى للانضمام لهذا الاتحاد، مما يُعد اعترافا دولياً بتطور صناعة النشر في دولتنا، ويعتبر أيضاً مؤشراً واضحاً على المساهمة الإيجابية للثقافة والإبداع الإماراتي في المشهد الثقافي العالمي”.
وتابعت الشيخة بدور القاسمي كلمتها، بالقول: “إن النشر يعكس صوت الأمة ووجدانها، والإمارات بكل تأكيد في طريقها نحو العالمية في صناعة النشر، والظروف كلها مشجعة على المضي للأمام في هذا المجال، ما نحتاجه هو التشاور والتنسيق المستمر مع كافة الأطراف المعنية حول التحديات لكي تكلل جهودنا بالنجاح، وننتقل بصناعة النشر إلى مرحلة نتمكن فيها من المساهمة في صناعة مشروع نهضوي حضاري حقيقي في منطقتنا وتحقيق التطور الاقتصادي الذي نسعى إليه”.
من جهته أوضح الدكتور هاني تركي رئيس المستشارين في منظمة الأمم المتحدة حول مؤشرات القراءة العربية، أن الارقام المتداولة حول القراءة في العالم العربي أرقام خاطئة ولا أساس لها من الصحة حيث تشير إلى أن المواطن العربي يقرأ فقط بمعدل 6 دقائق سنويا والطفل العربي لا يقرأ سوى 7 دقائق سنويا مقابل 200 ساعة قراءة للفرد في أوروبا وأمريكا وأن الطفل الامريكي يقرأ تقريبا 6 دقائق يوميا .
وقال: “بعد التحقق فإن الأرقام المتداولة عن القراءة في العالم العربي غير موثقة وغير واضحة المصدر أو المنهجية بينما يثبت مؤشر القراءة العربي الصادر عن مؤسسة محمد بن راشد أل مكتوم للمعرفة أن متوسط عدد الكتب المقروءة سنويا لدى الفرد في الدول العربية 16 كتابا سنويا وفي الامارات تحديدا 24 كتابا سنويا ، كما أن متوسط عدد ساعات القراءة سنويا لمجموع الدول العربية 35 ساعة سنويا للفرد بينما في الامارات متوسط عدد ساعات القراءة سنويا 51 ساعة”.