تعهدت مجموعة من المكتبات والناشرون المستقلون في المملكة المتحدة بتقديم الدعم لحملة التمويل الجماعي لجمع الأموال للمساعدة بإعادة بناء مكتبة مجتمعية ودار نشر في غزة.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إعلان الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة كلمات، ورئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، عن تخصيص ريع كتابها الصادر حديثاً عن دار كلمات تحت عنوان “العاصمة العالمية للكتاب”، لصالح دعم المكتبات والمؤسسات الثقافية والمعرفية في قطاع غزة بفلسطين.
ودُمرت مكتبة سمير منصور في هجوم صاروخي إسرائيلي قبل وقف إطلاق النار. وبادرت دار “بلومس بوكس” Bluemoose Books ومقرها في يوركشاير، ودار ومكتبة “ليتل توللر” Little Toller في دورست، والعديد من دور النشر والمكتبات الأخرى، إلى الإعلان عن دعمها لهذه المكتبة الفلسطينية.
وقال كيفن ديفي، المؤسس المشارك لدار “بلومس بوكس”: “أعتقد أن أي مكتبة أو دار نشر تم تحويلها إلى ركام تحتاج إلى مساعدتنا. كما رأينا طوال فترة الوباء، يريد القراء اقتناء القصص والكتب في بعض الأوقات المظلمة والصعبة. يجب أن تكون المكتبات واحة من الهدوء حيث يتحرر الإبداع والخيال. وقد رأينا في الأشهر الـ 12 الماضية مجتمع النشر وتجار الكتب يعملون معًا ويساعدون بعضهم البعض، ويجب أن يمتد هذا الكرم إلى قراء الكتب في غزة أيضًا”.
تم إنشاء المكتبة في سبعينيات القرن الماضي من قبل والد سمير منصور، وبدأ منصور بمساعدة والده بالمتجر في الثمانينيات. في عام 2000 أسس دار نشر نمت لتصبح مقصداً للمؤلفين والمبدعين الفلسطينيين، خاصة أثناء فترة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ العام 2006.
وقال منصور: “أربعون عاماً من حياتي دمّرت في أقل من ثانية. هناك 100 ألف كتاب تحت الركام. لا تربطني أي علاقة مع أي جماعة مسلحة أو حزب سياسي. هذا هجوم على الثقافة”.
من ناحيته قال الدكتور محمود عساف، أحد أشهر المؤلفين الذين نشرت مكتبة سمير منصور أعمالهم: “أول كتاب اشتريته كان من هذه المكتبة، وأول كتاب قمت بتأليفه نشرته هذه المكتبة. لم تكن مكتبة سمير منصور تعبيرًا عن المجتمع الفكري في غزة فحسب، بل كانت أيضًا تعبيرًا عن الهوية الفكرية لجميع الفلسطينيين في كل مكان. إنها وجه غزة الجميل”.