Home 5 أخبار 5 مكتبات تجارية في إستونيا تخوض تجربة النشر

مكتبات تجارية في إستونيا تخوض تجربة النشر

بواسطة | فبراير 4, 2018 | أخبار, مقالات و تقارير

روجر تاغولم

 

توصل صحفيون أمريكيون وبريطانيون إلى أن صناعة الكتاب في دول البلطيق تواجه جملةً من التحديات، أبرزها تحول باعة الكتب إلى ناشرين، وارتفاع أسعار الكتب، وانخفاض النسخ المطبوعة، وذلك خلال قيامهما بإجراء تقرير صحفي استقصائي يتناول واقع صناعة النشر في هذه الدول، قبل انعقاد معرض لندن للكتاب في أبريل المقبل، والذي سيتم خلاله التركيزعلى سوق النشر في دول البلطيق.

وفي إستونيا، إحدى دول البلطيق الثلاث (إلى جانب لاتفيا وليتوانيا) التي تقع في شمال أوروبا على سواحل بحر البلطيق، بدأت سلسلتي بيع الكتب بالتجزئة “أبولو” و”راهفا رامات”، واللتان يعود تاريخ تأسيسهما إلى الحقبة الزمنية التي كانت فيها إستونيا تحت الحكم السوفيتي، بالتوسع في مجال النشر للمرة الأولى منذ عدة أعوام.

وقد بدأت “أبولو” برنامجها للنشر قبل أربعة أعوام، بإصدار كتابين اثنين فقط في كل عام، تزامناً مع الاحتفالات بعيد الميلاد، قبل أن تقوم بزيادة إصداراتها إلى أربعة عناوين في العام الماضي، في حين اعتمدت “رامات” استراتيجية أوسع، حيث بدأت الخريف الماضي بإصدار 10 عناوين، قبل أن تعلن عن خططها لإصدار 40 إلى 50 كتاباً خلال العام الجاري.

وعبر الناشرون عن شعورهم بالقلق لهذه الخطوة بسبب صغر حجم سوق النشر في إستونيا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر بقليل من 1.3 مليون نسمة، ما يجعل من تسليط الضوء على العناوين والكتب في المكتبات الرئيسية أمراً مهماً.

وقال تاونو فاهتير من دار “تانابايو” للنشر: “الناشرون ليسوا سعداء بهذه الخطوة التي تعتمد على كيفية قيام أصحاب محلات بيع الكتب بالتجزئة بعرض العناوين الخاصة بهم. المشكلة ليست في عرض أربعة أو خمسة كتب، ولكن ماذا سيحدث عندما يكون هناك من 50 إلى 100 عنوان جديد؟”.

واستدرك قائلاً: “لكنها المنافسة وعلينا أن نتعامل معها، حيث لا يوجد قانون يمنع أصحاب المكتبات من أن يصبحوا ناشرين، ولكن ما نأمله فقط هو أن تكون هناك مساواة في المعاملة”.

ويشعر الناشرون في دول البلطيق بالقلق إزاء انخفاض النسخ المطبوعة، الأمر الذي يعني ارتفاع الأسعار، وبالتالي انخفاض المبيعات، ما يشكل حلقة مفرغة، وهذا الأمر يشكل مصدر قلق للجميع.

وقالت كريستينا كير من دار “فارك”، التي تعتبر أكبر دار للنشر في إستونيا: “أوضاع سوق الكتاب ليست جيدة في الوقت الحاضر، حيث انخفضت المبيعات بنسبة تراوحت بين 10 إلى 20%، وأعتقد أن أحد الأسباب يعود إلى لجوء الناس إلى استعارة الكتب من المكتبات لأنهم لا يريدون اقتناء المزيد من الكتب في بيوتهم. وهناك الكثير من الإستونيين الذين ورثوا الكثير من الكتب عن آبائهم الذين اشتروها عندما كانت رخيصة خلال العهد السوفيتي”.

وأضافت: “أعتقد أن عدد الذين يقرأون الآن أقل مما كان عليه الحال أثناء الحقبة السوفيتية، والذين يقرأون اليوم هم المعلمون الذين يتقاضون رواتب منخفضة لا تكفي لشراء الكتب. لقد انزعجت من الخطوة التي ستقوم بها “رامات” وهي التحول من بيع الكتب إلى نشرها، لأن لديهم فرصة أفضل للترويج لبيع الكتب من نشرها”.

وأثنت كريستينا على المبادرة التي قامت بها الحكومية الإستونية بتأسيس صندوق ثقافي، الذي تم إنشاؤه بتمويل من الحكومة، والذي يقدم منحاً مالية لترجمة الأعمال الأدبية الخيالية ويشجع أيضاً المؤلفين الإستونيين على الكتابة والتأليف.

وبالنسبة للكتب الرقمية، يمكن القول أنه لا يوجد لها سوق في منطقة البلطيق، ويعود السبب جزئياً إلى عدم وجود منصات بيع بالتجزئة لها حتى الآن، ولم يتمكن موقع “أمازون” من الدخول بقوة إلى سوق الكتب في دول البلطيق على الرغم من أن بعض الناس تحب اقتناء الكتب باللغة الإنجليزية، ويوجد قلق في لاتفيا بشأن القرصنة، الأمر الذي جعل الناشرين مترددين في توسيع عملهم. ولا يوجد في لاتفيا إلا نحو 1500 كتاب إليكتروني فقط.

لكن من الملاحظ أن هناك شعبية كبيرة للشعر والشعراء في جميع أنحاء المنطقة، الأمر الذي تشترك فيه دول البلطيق مع العالم العربي، حيث تتميز هذه المنطقة بثقافتها الغنية في مجال الشعر والنابعة من ثقافة شفوية قوية يتميز بها سكانها. وفي هذا الخصوص، قالت آندا باكلاني من المكتبة الوطنية في لاتفيا: “كان الشعراء يمثلون ضمير المجتمع خلال الفترة العصيبة التي مرت بها المنطقة إبَان الحكم السوفيتي قبل حصولهم على الاستقلال في عام 1991، حيث اشتهرت تلك الحقبة بإقامة المهرجانات، التي كان الشعراء فيها نجوماً”.

ومن المقرر أن يشارك 12 كاتباً من دول البلطيق في برنامج ثقافي موسع لتسليط الضوء على الأدب والثقافة في منطقتهم خلال معرض لندن للكتاب.

وقالت جاك توماس، مديرة معرض لندن للكتاب: “نرحب بالكتَاب الموهوبين المشاركين من دول البلطيق خلال معرض لندن للكتاب 2018، والذي ينظم برنامجاً ثقافياً خاصاً للتركيز على سوق النشر في هذه الدول. ونحن نثمن هذه الخطوة من المجلس الثقافي البريطاني، ومن جميع شركائنا في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا لدورهم في مشاركة مجموعة بارزة من المؤلفين المتخصصين في مجالات متنوعة تشمل أدب الأطفال والشعر والتاريخ والرواية”.
وأضافت: “نحن ندرك تماماً أن البرنامج الثقافي حول منطقة البلطيق سيسلط المزيد من الضوء على الجوانب الحضارية والثقافية والمعرفية والتنوع الأدبي في دول البلطيق وسيكون له تأثير ملهم على مدى الأعوام القادمة.

أخبار حديثة

23يناير
“جانوسكيفيتش” تقدم هاري بوتر لقراء بيلاروسيا

“جانوسكيفيتش” تقدم هاري بوتر لقراء بيلاروسيا

حصلت “جانوسكيفيتش” Januškevič، وهي دار نشر بيلاروسية تعمل حالياً من بولندا، على حقوق نشر سلسلة “هاري بوتر” لجيه كيه رولينج باللغة البيلاروسية. وكان أصحاب حقوق النشر قد رفضوا سابقاً منح حقوق الترجمة بسبب العقوبات الدولية المفروضة على بيلاروسيا، ووجهات نظر رولينج الخاصة بشأن هذه المسألة. ومع ذلك، وبعد مفاوضات مطولة وجهود مناصرة، تمكنت دار “جانوسكيفيتش” […]

18يناير
انطلاق مهرجان الشارقة للآداب بنسخته الأولى

انطلاق مهرجان الشارقة للآداب بنسخته الأولى

افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين، النسخة الأولى من مهرجان الشارقة للآداب الذي يُقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.   وتحت شعار “حكايات الإمارات تُلهم المستقبل”، يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على الإبداع […]

14يناير
الدورة 56 لمعرض القاهرة: احتفال عالمي

الدورة 56 لمعرض القاهرة: احتفال عالمي

تحت شعار “اقرأ… في البدء كان الكلمة”، تنطلق فعاليات الدورة 56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب في الفترة من 24 يناير حتى 5 فبراير 2025، في مركز مصر للمعارض الدولية، وتحل فيه سلطنة عُمان ضيف شرف، فيما تم اختيار اسم العالم والمفكر الكبير الدكتور أحمد مستجير، شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل. […]

Related Posts

كيف أصبحت “جايبور راجز” حديث الكتب؟

كيف أصبحت “جايبور راجز” حديث الكتب؟

منذ تأسيسها في العام 1978 على يد ناند كيشور تشودري، تجاوزت قصة "جايبور راجز" عالم السجاد المصنوع يدوياً لتصبح موضوعاً تتناوله الكتب. فقد بدأت هذه العلامة الهندية الشهيرة مع تسعة حِرفيات، ثم نمت لتصبح مؤسسة عالمية تتعاون مع أكثر من 40 ألف حِرفي، معظمهم من النساء، عبر...

انطلاق مهرجان الشارقة للآداب بنسخته الأولى

انطلاق مهرجان الشارقة للآداب بنسخته الأولى

افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين، النسخة الأولى من مهرجان الشارقة للآداب الذي يُقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.  ...

التحول الرقمي ينقذ الأدب الأسترالي من الانقراض

التحول الرقمي ينقذ الأدب الأسترالي من الانقراض

أُعيد إحياء أكثر من 160 كتاباً لمؤلفين أستراليين بارزين، بما في ذلك ستة فائزين بجائزة مايلز فرانكلين الأدبية، من خلال مشروع "Untapped" (غير مُستغل) الذي استمر لمدة ثلاث سنوات وانتهى في ديسمبر 2024. وشمل المشروع إعادة نشر أعمال لثيا أستلي، وميم فوكس، وشارميان كليفت،...

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this

Pin It on Pinterest