يشهد معرض “فن أبوظبي 2024” عرض كنز أدبي نادر ومهم للبيع خلال الفترة من 20-24 نوفمبر 2024 في مركز منارة السعديات، يتمثّل في مخطوطة مطبوعة بالكربون لرواية “الأمير الصغير” Le Petit Prince، تتضمن تصحيحات مكتوبة بخط يد مؤلفها الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري، وتُعدُّ واحدة من ثلاث نسخ أصلية فقط معروفة للرواية، وهي النسخة الوحيدة التي يتم طرحها للبيع أمام الجمهور.
وتعرض “بيتر هارينغتون”، دار بيع الكتب النادرة الرائدة في لندن، هذه المخطوطة للبيع مقابل 1.25 مليون دولار أمريكي، ويعتقد أنها المسودة الأولى للرواية العالمية التي تظهر فيها العبارة الشهيرة “لا تتسنى البصيرة لأحد إلا لمن يرى بقلبه، فجوهر الأشياء لا تدركه العين”.
وتُعدُّ رواية “الأمير الصغير” الكتاب الأكثر ترجمة على مستوى العالم، باستثناء الكتب الدينية، وهي تحظى باحتفاء عالمي، لما تتضمنه من عبارات خالدة وقيم عالمية. وتعود أهمية هذه المخطوطة المطبوعة لكونها توفر دليلاً ملموساً على الحس الإبداعي الذي امتلكه سانت إكزوبيري، حيث تضم تعديلات على كل صفحة من الرواية تقريباً.
وتتجسّد قيمة هذه المخطوطة النادرة في السياق المؤثر لظروف كتابتها، حيث كتبها سانت إكزوبيري في نيويورك الذي كان منفياً إليها من فرنسا بعد احتلالها في الحرب العالمية الثانية، وقد أكمل العمل عليها قبل فترة وجيزة من مغادرته للانضمام إلى القوات الفرنسية الحرة. كذلك، تحمل هذه النسخة النادرة قيمة عاطفية كبيرة، حيث لم يعد سانت إكزوبيري من مهمته الاستطلاعية الأخيرة في عام 1944.
ولعل ما يجعل هذه المخطوطة استثنائية، هو التعديلات التي كتبها سانت إكزوبيري بخط يده، والتي تكشف عن اهتمامه الدقيق بالتفاصيل وتنقيح كتاباته. ومن بين أبرز التغييرات التي أجراها المؤلف على المسودة، قيامه بإزالة الإشارات إلى نيويورك، والاستعاضة عنها بدلالات ومصطلحات أكثر عالمية، ووضع اللمسات الأخيرة على المقاطع الرئيسة للمسودة. ومن أهم التعديلات أيضاً، الاقتباس الشهير الوارد في الصفحة 57، والذي مر بتنقيحات عدة قبل أن يصل إلى صيغته الأيقونية المعروفة اليوم.
ويرافق المخطوطة المطبوعة رسمان أصليان غير مكتملين بالقلم الرصاص لشخصية الأمير الصغير، أحدهما يُظهره ممسكاً بعصا، وقد يكون تصوراً مبدئياً للأمير الصغير، وهو يحرث أرضه، لمنع الاستيلاء على البذور. أما الرسم الآخر فهو مسودة للرسم التوضيحي النهائي للكتاب، وهو رسم للأمير الصغير عائداً إلى منزله.