على الرغم من أن قاعات معرض فرانكفورت للكتاب بدت هذا العام أكثر هدوءاً بشكل ملحوظ، لكن دورة 2021 كانت إيجابية وناجحة في ظل بدء تعافي صناعة النشر من جائحة “كوفيد-19″، وفقاً لآراء أغلب المشاركين.
كيت ويلسون، المدير الإداري لدار النشر البريطانية المتخصصة في كتب الأطفال، نوزي كرو، قالت: “إنه أول معرض نشارك فيه منذ الوباء، وأعتقد أن الناس سعداء لهذا الجهد في إقامة الحدث.
المعرض الذي سيختتم فعاليته يوم الأحد 24 أكتوبر، كان مادياً على أرض الواقع وهجيناً عن بُعد، مع جناح مميّز لكندا، ضيف شرف هذا العام، جمع كل المناظر الطبيعية المختلفة في هذا البلد المترامي المساحة، من الجبال والتلال إلى البراري والأنهار، مع صور مجسمة لمؤلفين كنديين يتحدثون عن أعمالهم.
لم يخلو المعرض من الدراما، حيث انسحبت كاتبة ألمانية احتجاجاً على مشاركة ناشرٍ يميني. صدرت عدة بيانات دفاعاً عن قرار الإدارة بعدم حظر الناشر المعني حتى لو وجد المعرض بعض أفكاره بغيضة. ﻛﺮﻳﺴﺘﻦ إﻳﻨﺎرﺳﻮن، رئيس لجنة حرية النشر في الاتحاد الدولي للناشرين، قال: “معرض فرانكفورت للكتاب هو مكان لجميع الناشرين، والتزام المعرض بحرية التعبير وحرية النشر أمر راسخ. صحيح أن الكتب المنشورة من قبل بعض الناشرين قد تكون مثيرة للجدل ويجب أن تكون موضع نقاش نقدي، لكن لا يمكن لمعرض الكتاب حظر الناشرين الذين يعملون في إطار القانون”.
كان العالم العربي ممثلاً بقوة هذا العام من خلال مشاركة هيئة الشارقة للكتاب، وجمعية الناشرين الإماراتيين، واتحاد الناشرين العرب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
أخيراً، كانت هناك كلمات رائعة من ماركوس دوهلي، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة “بنغوين راندوم هاوس” حول أهمية الكتب في الوقت الذي تنتشر فيه الأخبار المزيفة وعدم الدقة على وسائل التواصل الاجتماعي. مؤكداً أن للكتب دوراً مهماً في تأكيد قيمة المحتوى المستند إلى الحقائق، مضيفاً أن دور النشر عملت على مساعدة المجتمع على التماسك والتعافي، وهي الرسالة التي على ما يبدو نجح معرض فرانكفورت في إيصالها إلى العالم.