تستعد العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس لاحتضان الدورة الجديدة من “معرض الناشرين” لعام 2025، بمشاركة قياسية تتجاوز 330 دار نشر من أميركا اللاتينية وإسبانيا، في تظاهرة ثقافية تُقام من 7 إلى 10 أغسطس بمركز “سي كومبليخو آرت ميديا”، وتفتح أبوابها للزوار يومياً من الثانية ظهراً حتى التاسعة مساءً، مجاناً.
وكان المعرض قد انطلق عام 2013 بهدف تعزيز التفاعل بين القراء وصناع الكتب، واستطاع منذ ذلك الحين أن يتحوّل إلى محطة محورية في أجندة بوينس آيرس الأدبية، عبر نقاشات وعروض كتب ولقاءات فكرية متنوعة. وشهد العام الماضي حضور أكثر من 24 ألف زائر خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يؤكد مكانته المتنامية في المشهد الثقافي.
تنعقد دورة هذا العام في ظلّ أزمة خانقة يشهدها قطاع النشر الأرجنتيني، حيث كشف تقرير حديث لغرفة الكتاب الأرجنتينية عن تراجع مقلق في المبيعات خلال عام 2024، خصوصاً لدى الناشرين، إذ أبلغ 80% منهم عن انخفاض واضح في أرقام التوزيع. ووصف التقرير المشهد بأنه “يتأرجح بين عدم اليقين والتكيّف، في بحث دائم عن أسواق جديدة”.
ورغم التحديات، يقدّم المعرض برنامجاً غنياً يشمل كتباً وإصدارات جديدة في مجالات الرواية والشعر والعلوم الاجتماعية وكتب الأطفال والروايات المصورة، إلى جانب 13 جلسة حوارية بمشاركة كتّاب وفنانين من داخل الأرجنتين وخارجها. وستتناول النقاشات قضايا مثل الكتابة في ظلّ الجراح، والألعاب الإلكترونية، والنسوية في مواجهة اليمين المتطرّف، ودور الموسيقى في سرد الحكايات اللاتينية.
ومن أبرز الضيوف الدوليين هذا العام: الكاتبة الليتوانية البريطانية ماريام ديدجغالفايت، والمكسيكية سكورو فينيغاس، والشاعرة والمغنية البرازيلية تاتيانا ناسيمنتو، إلى جانب كوكبة من الأسماء الأرجنتينية البارزة مثل دولوريس رييس، وماريا سونيا كريستوف، وبابلو سيمان، وفيرونيكا غاغو، وإدغاردو سكوت، وخوان ماتيو، وباولا بويبلا.
ولا يكتفي هذا الحدث بالاحتفاء بالكتب، بل يضعها في صميم النقاش الثقافي والاجتماعي، ويمنح صناعة النشر فرصة لإعادة التفكير في مستقبلها وسط المتغيّرات الاقتصادية والسياسية.