جلسة أدبية تناقش القضايا الاجتماعية الإماراتية في رواية “بئر معطلة”
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، نظّم اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، جلسة أدبية بعنوان: قراءة في رواية “بئر معطلة”، شاركت فيها مؤلفتها فاطمة الكعبي، إلى جانب الدكتورة عائشة الشامسي، رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وأدارتها الكاتبة أمل جميع.
في بداية الجلسة، تحدّثت فاطمة الكعبي عن انطلاق روايتها من مجموعة قصاصات جمعتها من تجربة ابنة ترافق والدتها المصابة بسرطان الدم خلال رحلة علاجية في سنغافورة، وتجسّدت هذه الابنة في شخصية سلامة، التي تُشكّل المحور الرئيسي للرواية. وأوضحت الكعبي أن الرواية تبرز معاناة مرضى السرطان عبر مزيج من الواقع والخيال، موضحةً أن شخصيات مثل هند، مريم، وشما، تمثل آباراً تحمل في داخلها أوجاعاً عميقة.
وأشارت إلى أن الرواية تتناول قضايا اجتماعية مختلفة، من بينها تأثير الزواج المتعدد على الهوية، ومعاناة الأبناء من التنمر، ما يطرح دعوة للتسامح وتقبّل الآخر. بالإضافة إلى ذلك، وثّقت الرواية الأحياء الشعبية في مدينة العين مثل القطارة والمرخانية، لتسجل بيئة المدينة بكل تفاصيلها وتناقضاتها.
من جانبها، قدّمت الدكتورة عائشة الشامسي قراءة نقدية في الرواية، متوقفة عند عنوانها “بئر معطلة” كرمز للشجن والمعاناة. وأكدت أن الرواية، الصادرة عن دار الأهلية بالأردن في عام 2020، تمتاز بلغة كثيفة وحضور قوي للتراث الإماراتي، حيث احتوت على مفردات محلية وعادات تقليدية مثل تكحيل الأطفال والمسح على جباههم بنبتة الصبر.
واعتبرت الشامسي الرواية وثيقة تراثية للموروث الإماراتي، توظّف مفرداته في سردها. كما أثنت على جرأة الكعبي في الطرح الأدبي، مشيرةً إلى أن براعتها ظهرت منذ مجموعتها القصصية “مواء امرأة”. وأضافت أن الكعبي أتقنت الانتقالات الزمنية في حبكة الرواية، ووصفت بدقة حي المرخانية بمدينة العين، بما فيه من تعددية سكانية، ما يُشكّل إضافة نوعية للرواية الإماراتية المعاصرة، ويبرز المشهد الأدبي النسائي الإماراتي كرافد غني وواعد.