شهدت القائمة الطويلة لجائزة “بوكر” لهذا العام حدثاً فريداً من نوعه في عالم الأدب، ففي رسالة الشكر والتقدير التي وجهتها الكاتبة ماجي شيبستيد على الغلاف الخلفي لروايتها “الدائرة الكبرى” التي تقع في 580 صفحة، لقائمة طويلة من الشخصيات والمنظمات، كتبت شيبستيد: “قد يكون من الغريب أن أشكر كياناً جامداً، لكن الحقيقة هي أنه لم يكن بإمكاني التغلّب على التحديات التي واجهتني في تنسيق هذه الرواية لولا الميّزات الرائعة لبرنامج الكتابة “سكريفنر” (Scrivener)”.
ولعل هذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها كاتب بالشكر لأحد التطبيقات البرمجية، فما هي قصة برنامج “سكريفنر” الذي تحدثت عنه شيبستيد؟ “سكريفنر” هو أداة مخصصة للكتّاب طورتها شركة البرامج المستقلة البريطانية “ليترتشر آند لاتيه” (Literature & Latte) التي أسستها جمعية كتُاب من أجل الكُتاب (writers for writers) في عام 2004، ومقرها في كورنوال بإنجلترا، وقد طرحت “ليترتشر آند لاتيه” الإصدار الأول من “سكريفنر” في يناير 2007.
يصف “سكريفنر” نفسه بأنه “مصمم خصيصاً لمشاريع الكتابة الطويلة”، وتقول الشركة عن نفسها أنها “تُقدم كل ما يلزم لصياغة المسودة الأولى للكُتاب. يُستخدم “سكريفنر” من قبل الروائيين وكتاب السيناريو والمحامين والطلاب والصحفيين الأكثر مبيعاً وغيرهم ممن ترتبط أعمالهم بالكتابة بشكل وثيق، ويجمع بين أدوات مألوفة للكتاب في كل مكان بطرق جديدة ومثيرة”.
يستمد “سكريفنر” تسميته من مصطلح شاع في القرن التاسع عشر ويعني النسَّاخ الذي يمكنه القراءة والكتابة أو الذي يكتب خطابات إلى المحكمة ويصوغ المستندات القانونية. أما في عالم الأدب، فقد خلّدته قصة “بارتلبي النسَّاخ” للكاتبة هيرمان ملفيل.
تضم رواية ماجي شيبستيد مجموعة كبيرة من الشخصيات وتمتد لعقود من الزمن في بيئات وأزمنة مختلفة، بدءاً من ظهور السفن العابرة للمحيطات، ومروراً بعالم رواد الطيران الأوائل، إلى معركة بريطانيا وهوليوود الحديثة، وقد استغرق ذلك كله قدراً هائلاً من البحث والتنقيب عن المعلومات.
يستخدم “سكريفنر” ما يشبه الروابط الحلقية القوية التي تسمح للمستخدمين بالكتابة والبحث وترتيب المستندات الطويلة عن طريق تقسيمها إلى أقسام أصغر. كما أن البحث دائمًا في متناول اليد، لأن “سكريفنر” يتيح لك استيراد أي نوع من الملفات تقريباً وعرضها إلى جانب كل ما تكتبه.
إذا فازت رواية شيبستيد بجائزة “بوكر” البالغة قيمتها 50,000 جنيه إسترليني، فمن المؤكد أن “سكريفنر” سيحظى بدعاية مجانية إضافية، خاصة مع إقبال مزيد من الكُتاب على استكشاف ميّزات البرنامج وإمكانياته.