تقييم ناشر لكتاب “أخوات الحرب”
المؤلف: رانيا أبو زيد
الناشر: Scholastic Focus
تسببت الثورة التي تحولت إلى حرب أهلية في سوريا منذ انطلاقها في عام 2011، في مقتل أكثر من 500 ألف مدني، ونزوح أكثر من 12 مليون مواطن، وانقسام الناس بعد أن أثرت في جميع مناحي حياتهم، بما في ذلك الأدب، وتم توثيقها في كتب وقصص وروايات، بعضها كان موجهاً لليافعين والشباب لشرح أبجديات هذا الصراع وتقليل وقعه النفسي والاجتماعي عليهم.
يحاول كتاب “أخوات الحرب” للكاتبة والصحفية اللبنانية الأسترالية رانيا أبو زيد جعل هذا الصراع المعّقد مفهوماً للفئات الأصغر سناً، من خلال مشاهداتها أثناء تغطياتها للحرب في سوريا، حيث تتبع قصة عائلتين حقيقيتين تعيش كل منهما في منطقة تحكمها جماعة معادية لتلك التي تعيش على الجانب الآخر، ورغم هذا الاختلاف، ينتهي المطاف بالعائلتين إلى ظروف مماثلة.
من خلال قصص رها، وعلاء، وحنين، وجوا، تقدم أبو زيد وصفاً واضحاً للظروف المعّقدة في سوريا والتي أدت إلى اندلاع الصراع المروع.
تبدو حنين البالغة من العمر ثماني سنوات غير مدركة لبداية الصراع. فوالدها متأكد من أن النظام السوري سيسحق الاحتجاجات الصغيرة التي انطلقت لتوها. تنتمي عائلتها، مثل عائلة الرئيس بشار الأسد، إلى الأقلية العلوية في البلاد والتي يدعم أعضاؤها الحكومة ويملكون القوة العسكرية والأمنية.
بالمقابل، يبدأ وعي رها البالغة من العمر تسع سنوات بالنضال من أجل العدالة في سوريا بمداهمة منزلها خلال الانتفاضة السلمية في عام 2011. بعد ذلك، تعرضت بلدتها للقصف ولم تعد المدرسة آمنة. مجتمعها مسلم سني، مثل الأغلبية في البلاد.
توضح أبو زيد مدى تعقيد الصراع السوري على مدى ست سنوات أثناء كتابتها تقريراً عن العائلتين والحصول على إفادتهما. عانت عائلات الفتاتين بطرق لا توصف بسبب النزاع. تركز قصصهم، المقسّمة في فصول متناوبة، بشكل كبير على هوياتهم.
تتابع المؤلفة حكاية زوجين من الأخوات تعيشان في منطقتين متعارضين لإعطاء القراء لمحة مباشرة عن الاضطرابات والدمار الذي أحدثه هذا الصراع، ومع ذلك فإن اللغة ووصف الأحداث ليسا كذلك.
يبدو الكتاب غير مناسب لليافعين، إذا إن لغة السرد أشبه بتقرير إخباري أو مقال صحفي، ولكنه ليس نصاً أدبياً. صحيح أن أبو زيد حائزة على جوائز، ولكن ليس كل صحفي بإمكانه أن يصبح أدبياً، إنها خطوة شجاعة ومثيرة للإعجاب من قبل الكاتبة في محاولتها تعليم اليافعين أسس النزاعات السياسية والانقسامات، فهم جيل المستقبل الذي يمكنه تصحيح أخطاء عصرنا الحالي، لكن هل سيقرأ جيل “سناب شات” و”تيك توك” كتاب “أخوات الحرب”؟
ربما نعم، إذا تم إدراجه ضمن المناهج الدراسي أو تقديمه كهدية، فهل سيتم إشراكهم به وقراءته حتى النهاية؟ للأسف لا، وهذا بسبب أسلوب السرد، فهو أقرب إلى تقرير مفصل طويل عن الهجمات ووصف الجماعات السياسية، وبالتالي لن يستحوذ على اهتمام اليافعين أو الشباب، فهم بحاجة إلى شخصيات يمكنهم التعرف عليها، وإلى قصص مشوقة تجعلهم متلهفين لقلب صفحة الكتاب لقراءة المزيد.
ومع ذلك، هناك مواقف قد تشجع بعض الأشخاص على قراءة الكتاب حتى النهاية،” مثل رها وشقيقتها علاء في مواجهة الهجمات المستمرة من قبل الحكومة السورية في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، بينما تحاول حنين وجوا الاستمرار كالمعتاد في العيش بالمناطق التي يسيطر عليها النظام.
قد يرى القراء الصغار أنفسهم على أنهم رها وحنين، لكن الشخصيات لم تُمنح مساحة كافية في الكتاب، على الرغم من أنها محور الأحداث. تكبر الفتيات في عالم تكون فيه التفجيرات الليلية أمراً روتينياً وتعتبر الشظايا ألعاباً. يعيش أطفال سوريا على الاعتقالات، والقتل، وهدم المنازل، والمزيد من الفظائع التي لم يتخيّلها معظمهم. ومع ذلك، فإن الحرب لا تضعف شعورهم بالأمل.
يعتبر “أخوات الحرب” من الكتب المهمة ولكنه صعب القراءة بالنسبة لليافعين، وهو مصنّف على أنه قصة شبابية غير خيالية، ولكن كان من الأفضل لو كانت التقارير أقل والقصص أكثر، وانخرط الشباب بشكل أكبر في السرد. فالقصص تبدو عاطفية وشخصية، في حين أن التقارير غالباً ما تكون باردة وواقعية، ولهذا السبب سنمنح الكتاب نجمتين من أصل خمسة.
تم نشر كتاب “أخوات الحرب” في سبتمبر 2020 بواسطة .Scholastic Focus