في 16 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم بذكرى ميلاد واحدة من أكثر الروائيين جماهيرية في تاريخ الأدب، وهي الإنجليزية جين أوستن، التي ولدت عام 1775، وتركت روايات متميّزة ذات نظرة نقدية حادة للعادات الاجتماعية السائدة في زمانها بأساليب تمزج بين السخرية والواقعية والتهكم في آن واحد، والتي لا تزال تأسر القراء في جميع أنحاء العالم.
شكّلت حياة أوستن درساً في التحمّل والإصرار، فقد نشرت ست روائع أدبية في سبع سنوات، وقضت نحبها في عمر 41 عاماً. وعلى الرغم من أنها عاشت حياة هادئة نسبياً، إلا أن ذكاءها الشديد وفهمها الإدراكي للطبيعة البشرية يتألقان في أعمالها. وتعد “كبرياء وتحامل”، و”العقل والعاطفة”، و”إيما” من الكلاسيكيات الخالدة، حيث تعرض براعتها السردية ونقدها الذكي للمجتمع.
وفي حين تبدو بطلات رواياتها سيدات قويات الإرادة وذكيات، فإن أعمالها ارتبطت أيضاً بتخفيف الأحزان والضغوط النفسية، إلى حد أن باولا بيرن، الكاتبة والخبيرة بروايات أوستن، أكدت أن الأطباء كانوا يصفونها للجنود الذين كانوا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة في خضم الحرب العالمية الأولى.
ورغم أن روايات جين أوستن تجمع بين الهجاء الاجتماعي والسخرية اللاذعة والأمل ببزوغ فخر جديد، إلا أن أهم عنصر فيها هو أنها تساعدنا على تقبّل الجوانب المظلمة في حياتنا بأسلوب خفيف ومرح نحتاجه بشدة في الأوقات العصيبة، وخصوصاً تلك المحفوفة بعدم التيقن والمخاوف.